رفض وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ أمس أي محاولة للانتقاص من السيادة الفلسطينية على القدس الشريف، وأكدوا أن المدينة المقدسة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمة دولة فلسطين المستقلة، كما شددوا على رفض الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة الخاصة بالمسجد الأقصى، وحذروا المجتمع الدولي من مغبة تكرار التصرفات الإسرائيلية في القدس. وكان مجلس الجامعة العربية عُقد أمس على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب الأردن، وترأس المجلس وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل. وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للوزراء أن «معركة الأقصى والقدس مستمرة ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي»، موضحاً أن الفلسطينيين أعادوا للقدس كرامتها وقيمتها. وقال إن القرارات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية رد مشروع على الإجراءات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن «إسرائيل سعت إلى تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية». واعتبر أن تأجيج الأوضاع في القدس جاء نتيجة تدابير إسرائيلية متعمدة، موضحاً أن إزالة الإسرائيليين البوابات والكاميرات يؤكد أنها مسألة سياسية وليست أمنية. وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، إن الاجتماع يُعدُ «رسالة واضحة في مغزاها ومعناها ورمزيتها، وهي رسالةٌ للعالم أجمع بأن العرب لن يتخلوا يوماً عن المسجد الأقصى المُبارك أو الحرم القدسي الشريف». وشدد على أنه «مطلوبٌ منّا جميعاً، ومن المجتمع الدولي، الانتباه إلى أن التعامل مع المقدسات الإسلامية بهذا القدر من الرعونة والصلف ينطوي على تهديد حقيقي بإشعال حرب دينية لأنه لا يوجد مسلمٌ في العالم يقبل بتدنيس الأقصى، أو إغلاقه في وجه المُصلين، أو وضعه تحت سيطرة إسرائيل». وأكد مساهل ضرورة التصدي للإجراءات الإسرائيلية التي تسعى إلى تغيير الأوضاع في القدس الشريف، داعياً الوزراء إلى اتخاذ قرارات قوية ترتقي إلى مستوى هذا التحدي. كما حض الفلسطينيين على وحدة موقفهم ونبذ الانقسامات في ما بينهم، واعتبر أن ما قامت به إسرائيل من إغلاق للمسجد الأقصى سابقة خطيرة في التاريخ يتعين التصدي لها بقوة. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن مصر حذّرت من الإجراءات الإسرائيلية غير المسبوقة التي تمثلت في إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المصلين للمرة الأولى منذ عام 1969، وأكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية من دون أفق واضح لإحلال السلام على أساس حل الدولتين من شأنه إشاعة حال من الإحباط الشديد لدى الفلسطينيين تُنذر بتداعيات بالغة الخطورة على استقرار المنطقة برمتها. وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي إن إسرائيل ألغت إجراءاتها تجاه المسجد الأقصى بعد صمود مشرف للشعب الفلسطيني، مضيفاً أنه تم تجاوز أزمة كانت تهدد بعواقب كارثية، ومشدداً على أن حل الأزمة لن يتأتى إلا بحل الدولتين على حدود 1967. وحيا جموع الشعب الفلسطيني التي خرجت دفاعاً عن القدس والأقصى، كما أشاد بالموقف الأميركي ونجاح جهود وقف الإجراءات الإسرائيلية. ودعا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ مواقف حازمة حيال إسرائيل، وحضها على التزام القرارات الدولية ذات الصِّلة والاتفاقات، وحيا صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للحفاظ على هوية المسجد الأقصى، داعياً إلى ضرورة العمل على تقديم كل الدعم له لإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. وحيّا وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة صمود الشعب الفلسطيني وبسالته في الدفاع عن مدينته المقدسة وعروبتها وإصرارهم على حقهم في إقامة شعائرهم من دون وصاية، مؤكداً «أننا سنكون سنداً وعوناً لهم». ودان الإجراءات غير القانونية والإنسانية التي أقدمت عليها إسرائيل في المسجد الأقصى، وأكد أنه لا يمكن القبول باستهداف الأقصى وإغلاق أبوابه بذريعة المواجهات التي تحدث كل يوم. وطالب وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية الشعب الفلسطيني، كما طالب الولاياتالمتحدة بالتدخل لحل تلك المشكلة، وأكد أن الدول العربية لن تتخلى عن القدس.