ثمن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لحماية المسجد الأقصى المبارك، وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس لإنهاء الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية الخطيرة التي تمس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى والجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية رئيس لجنة القدس في هذا الصدد. ودعا المجلس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدسالمحتلة، بما فيها قرارات 476 و478 (1980) و2334 (2016)، وإلزام إسرائيل بوقف سياستها واعتداءاتها المتواصلة على مدينة القدسالشرقية، والمسجد الأقصى المبارك التي تشكل انتهاكات جسيمة للقوانين والقرارات الدولية. وطالب المجلس في ختام اجتماعه الطارئ امس الذي رأس وفد المملكة العربية السعودية في أعماله معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي أحمد بن عبدالعزيز قطان جميع الدول بتنفيذ القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة والمجلس التنفيذي لليونسكو بخصوص القضية الفلسطينية، بما في ذلك لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو التي أكدت أن المسجد الأقصى هو موقع إسلامي مخصص للعبادة وجزء لا يتجزأ من مواقع التراث العالمي الثقافي. ودان الوزراء العرب في الاجتماع الذي عقد برئاسة الجزائر الاعتداءات والتدابير الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس والمسجد الأقصى, داعين الإدارة الأميركية للاستمرار بجهودها لاستعادة الأمن وإنهاء التوتر على أسس تضمن أمن المقدسات وحمايتها واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم وإلغاء إجراءات إسرائيل الأحادية في المسجد الأقصى المبارك كليًا وفوريًا، والتأكيد على أنه وفي حال عدم حل الأزمة من جذورها ستبقى الأمور مرشحة للانفجار في أي وقت. ونوه مجلس الجامعة العربية في بيان صحفي عقب ختام الاجتماع بموقف الرئيس الأميركي الملتزم بالعمل على حل الصراع وتحقيق السلام، والتأكيد على ضرورة التعاون على إنهاء حالة الانسداد السياسي من خلال إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة للتقدم نحو تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مشيدًا بالجهود الدولية التي تدعو إلى تضافرها لضمان استعادة الهدوء وضمان عدم تكرار ما حدث. كما دعا مجلس الجامعة العربية الدول الأعضاء إلى توظيف علاقاتها الثنائية والدولية لحماية مدينة القدسالمحتلة وكافة مقدساتها الإسلامية والمسيحية بما فيها المسجد الأقصى المبارك لمنع أية اعتداءات مستقبلية عليها. وكلف وزراء الخارجية العرب المجموعة العربية في نيويورك ومجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية للتحرك الفوري من أجل كشف المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك. وأكدوا أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحماية مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، مطالبين الدول والمنظمات العربية والإسلامية والصناديق العربية ومنظمات المجتمع المدني إلى توفير التمويل وتنفيذ المشروعات التنموية الخاصة بالقطاعات الحيوية في القدس بهدف إنقاذ المدينة وحماية مقدساتها وتعزيز صمود أهلها من خلال زيادة رأس مال صندوقي الأقصى والقدس بقيمة 500 مليون دولار تنفيذًا لقرار القمة العربية الأخيرة في الأردن. وطلب وزراء الخارجية العرب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار وتقديم تقرير حول الإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن إلى الدورة القادمة للمجلس. وقرر الوزراء العرب الإبقاء على مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد لمتابعة التطورات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى ومراقبة مدى التزام إسرائيل بعدم تكرار القيام بأية إجراءات تصعيدية من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المدينة المقدسة وبعدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك. بيت المقدس يعود إلى حضن المسلمين وأكد وزراء الخارجية العرب مساندة ودعم الخطوات والإجراءات التي أقرتها القيادة الفلسطينية لحماية المسجد الأقصى والتصدي للإجراءات غير القانونية التي اتخذتها سلطات الاحتلال في مدينة القدسالمحتلة. وشددوا على الدعم والمساندة الكاملين لصمود الشعب الفلسطيني ومؤسساته في مدينة القدسالمحتلة، ودفاعهم عن المدينة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك في مواجهة الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية والتصدي للمحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم. وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية وأن القدسالشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، معبرًا عن رفضه وإدانته لكافة الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال للانتقاص من حق السيادة الفلسطينية عليها. وأدان وزراء الخارجية العرب بأشد العبارات الخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد مدينة القدسالمحتلة وتشويه طابعها العربي والإسلامي وتغيير تركيبتها السكانية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وإغلاق المؤسسات الفلسطينية فيها وعزلها عن محيطها الفلسطيني. ودان المجلس بشدة التصعيد الإسرائيلي الخطير في مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا رفضه المطلق لقيامها بفرض حقائق جديدة على الأرض تستهدف تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في خرق واضح لمسؤولياتها القانونية والدولية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال. وطالب المجلس في قرار تحت عنوان "التصدي للاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك"، إسرائيل عدم تكرار إغلاق المسجد الأقصى مستقبلاً ووقف أشكال التصعيد كافة بما فيها المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم أو محاولة فرض أية حقائق جديدة على الأرض. وأكد المجلس أن جميع التدابير والإجراءات التي قامت بها إسرائيل التي تهدف إلى المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى باطلة ويجب إلغاؤها وفقًا للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصِّلة. دخل آلاف المسلمين يتقدمهم مشايخ القدس أمس إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة العصر لأول مرة منذ أسبوعين، بعد أن أزالت سلطات الاحتلال البوابات الحديدية والكاميرات الإلكترونية والجسور التي نصبتها على أبواب المسجد. واحتفل آلاف الفلسطينيين بإزالة كل الإجراءات التي أثارت غضباً فلسطينياً وإسلامياً عارماً وصدامات دامية بين المحتجين وقوات الاحتلال. في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى وأطلقت قنابل الغاز باتجاه المصلين. وشهدت الشوارع والساحات والطرقات المحيطة بالمسجد اعتصاماً حاشداً تخللته هتافات التكبير، والهتاف ضد الاحتلال. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس تسعة فلسطينيين من محافظتي بيت لحم والخليل، خلال عمليات دهم وتفتيش.