قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قتالاً اندلع شرقي دمشق بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية امس للمرة الأولى منذ أعلن الجانبان وقفاً لإطلاق النار في مطلع الأسبوع كما أصابت ضربات جوية جيباً محاصراً تحت سيطرة المعارضة. وأوضح «المرصد» أن الضربات الجوية على ثلاث بلدات في الغوطة الشرقية قتلت طفلاً وأصابت 11 مدنياً آخر ليرتفع عدد المصابين والقتلى إلى نحو 55 مدنياً خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. ومن المتوقع أن يرتفع العدد. وكان «المرصد» أعلن اول من أمس سقوط أول ضحايا من المدنيين منذ بدء الهدنة المدعومة من روسيا يوم السبت الماضي. ونفت روسيا تقارير عن ضربات جوية أمس، واصفة ذلك بأنه «محض أكاذيب» تهدف إلى تشويه جهود إحلال السلام التي تبذلها. ووقعت اشتباكات امس حول عين ترما على الطرف الغربي للغوطة الشرقية التي هي المنطقة الرئيسية الوحيدة الواقعة تحت سيطرة المعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها القوات النظامية السورية منذ 2013. وقال «المرصد السوري» إن الاشتباكات تجددت بين «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى، في محور بير محروثة في ريف دمشق الجنوبي الشرقي. وذكرت أنباء وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وأفاد «المرصد» بأن الاشتباكات تجددت بشكل متقطع بين «فيلق الرحمن» والقوات النظامية في محور وادي عين ترما في الغوطة الشرقية، في ثاني جولة من الاشتباكات منذ بدء الهدنة في الغوطة. ورصد نشطاء «المرصد السوري» صباح امس تنفيذ طائرة حربية سورية غارة على مناطق في بلدة أوتايا في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، والتي يسيطر عليها «جيش الإسلام» ما تسبب بمقتل طفلة وإصابة 7 مواطنين آخرين بجراح بينهم طفلة رضيعة. وتعد هذه ثالث دفعة من القتلى والجرحى الذين قضوا وأصيبوا في الغوطة الشرقية منذ بدء الهدنة في الثاني والعشرين من تموز (يوليو) الجاري. وكان «المرصد» وثق ليل الرابع والعشرين من هذا الشهر مقتل 8 مواطنين مدنيين بينهم امرأة وطفلاها ورجل واثنان من أطفاله وفتى وإصابة نحو 30 آخرين بينهم أطفال، في غارة استهدفت مدينة عربين التي يسيطر عليها «فيلق الرحمن» بثمانية صواريخ دفعة واحدة نفذتها طائرات لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة لسلاح الجو السوري. وذكر «المرصد السوري» أن نشطاءه رصدوا عند مغيب شمس أول من أمس دخول 3 شاحنات محملة بمواد طبية وغذائية، من طريق معبر مخيم الوافدين، حيث أُفرِغَت على خطوط التماس بين القوات النظامية و»جيش الإسلام» ومن ثم تسلمها «جيش الإسلام» و «المجلس المحلي» للمدينة وفريق من الهلال الأحمر، وأدخلت بعدها إلى مدينة دوما. وتعد هذه أول شحنة مساعدات تدخل إلى الغوطة الشرقية منذ بدء الهدنة فيها. وفي موسكو، كشف مركز «حميميم» الروسي للمصالحة في سورية عن تفاصيل إضافية حول المفاوضات التي جرت بين العسكريين الروس ومسلحي المعارضة بشأن إدخال أول قافلة مساعدات إلى غوطة دمشقالشرقية اول من أمس. وذكر المقدم فيكتور مالاخوف، أن هذه المفاوضات الأولى من نوعها كانت في غاية الصعوبة بسبب مخاوف المعارضة المعتدلة، غير أن ثقة المسلحين بالعسكريين الروس تجاوزت في نهاية المطاف هذه الخشية وتجاوبوا مع المبادرة. وذكر مالاخوف أن الجانب الروسي عرض عدداً من الأطراف كوسيط محتمل في العملية، غير أن ممثلي المعارضة رفضوا إجراء اتصالات إلا مع «مركز حميميم». وأشار المقدم إلى أن المعارضة طالبت بتسليم الشاحنات المحملة بالمساعدات إليها في منطقة فاصلة من دون توزيع هذه المساعدات في المكان، وقال: «تم ضمان أمن وسلامتهم مقاتلي المعارضة وأهاليهم الموجودين في الغوطة الشرقية في حال التزامهم بالهدنة، وعلى رغم ذلك استغرقت المفاوضات عند تبادل الشاحنات ساعات عدة». وأكد الضابط تسليم 3 شاحنات تحمل على متنها 15 طناً من المساعدات، بما في ذلك 13 طناً من المواد الغذائية وطنان من الأدوية، إلى مسلحي المعارضة عند خط الفصل المتفق عليه مسبقاً، ثم أعيدت هذه الشاحنات إلى الضباط الروس فور نقل المساعدات إلى قاعدة للمعارضة. واستطرد المسؤول العسكري في «مركز حميميم» قائلاً إن هذه هي أولى المساعدات التي تسلمها المسلحون المحاصرون من قبل الجيش في هذه المنطقة. درعا والقنيطرة من جهة اخرى، سمع دوي انفجار في منطقة كفرشمس في ريف درعا الشمالي الغربي، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بمنزل مقاتل من ألوية مقاتلة في البلدة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. ونفذت فصائل مسلحة معارِضة حملةَ دهمٍ لمنازل مواطنين في بلدة خراب الشحم بريف درعا الغربي، بذريعة البحث عن «تجار مواد مخدرة»، وحملة دهم لمنازل مواطنين في بلدة كفرشمس في ريف درعا الشمالي الغربي، بحثاً عن مطلوبين بتهمة أنهم عناصر في تنظيم «داعش» او موالون ل «نظام الأسد»، في حين انفجرت عبوة ناسفة في بلدة كفرشمس ما أدى الى مقتل أخوين شقيقين وسقوط جرحى. كما سمع دوي انفجار عنيف في مدينة البعث، ناجم عن انفجار لغم أرضي في أطراف القنيطرة من دون أنباء عن إصابات.