أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، انطلاق عمل نقطة تفتيش أقامتها الشرطة العسكرية الروسية، بالتعاون مع القوات النظامية السورية في غوطة دمشقالشرقية، في إطار أتفاق الهدنة الذي توصلت إليه موسكوودمشق وفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. لكن على رغم الهدنة، شهدت المنطقة ضربات وقصف جوي أدى وفق ما أفادت مصادر متطابقة إلى سقوط 9 قتلى وعشرات الجرحى. ونفت موسكو شن غارات جوية، فيما لم تعلق دمشق رسمياً على القصف وهو الأعنف منذ بدء الهدنة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل في منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها عناصر المعارضة، الذين قصفوا بدورهم من المنطقة التي يسيطرون عليها منطقة قرب السفارة الروسية أمس. وأفاد «المرصد» بأن القتلى في الضربات الجوية في مدينة عربين بالغوطة الشرقية هم أول ضحايا مدنيين في المنطقة منذ سريان الهدنة المدعومة من روسيا في المنطقة. وزاد «المرصد» أن الضربات الجوية أدت إلى إصابة 30 شخصاً في الغوطة الشرقية، في حين أصيب أربعة آخرون في ضربات جوية لاحقة. ولم يتمكن «المرصد» من تحديد إذا كانت الطائرات التي نفذتها «سورية أم روسية». وقال «الدفاع المدني» في ريف دمشق، وهو خدمة إنقاذ تعمل في المنطقة، إن القتلى بينهم خمسة أطفال وامرأتان، موضحاً أن عدد المصابين والمفقودين يبلغ 50 شخصاً. وأفاد «المرصد» بأن الغارة على عربين، التي يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن» في شكل رئيسي تعد خرقاً واضحاً للهدنة». وكانت القوات النظامية أعلنت في بيان السبت «وقف الأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق» من دون أن تسمي المناطق غير المشمولة بالاتفاق. وتظهر خريطة تم عرضها خلال مؤتمر صحافي لوزارة الدفاع الروسية أول من أمس، أن الجزء الشمالي من عربين مستثنى من الاتفاق. لكن صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام نقلت أول من أمس، عن «مصدر ميداني» استثناء «ميليشيات فيلق الرحمن والنصرة» من اتفاق وقف الأعمال القتالية. تحاصر قوات النظام وحلفاؤها منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ أكثر من أربع سنوات. وغالباً ما شكلت هدفاً لغاراتها وعملياتها العسكرية. ولم تعلن أي من الفصائل الكبرى في الغوطة الشرقية توقيع الاتفاق، وأبرزها «جيش الإسلام»، في وقت رحب به «فيلق الرحمن»، ثاني أكبر فصائل المعارضة في المنطقة. ولم يرد تعليق من القوات النظامية السورية حول القصف كما لم تذكر وسائل الإعلام أي ضربات جوية. لكن روسيا نفت تقارير وقوع ضربات جوية في المنطقة، واصفة ذلك بأنه «محض أكاذيب» تهدف إلى تشويه جهود إحلال السلام التي تبذلها موسكو. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس: «خلال اتصالات عمل مع جماعات المعارضة في الغوطة الشرقية تأكد أنه لم تكن هناك عمليات عسكرية في منطقة عدم التصعيد هذه. لم تكن هناك ضربات جوية». وشدد المسؤول على أن من يطلق عليهم «متطوعو الخوذ البيضاء، الذين فقدوا صدقيتهم في مطلع عام 2017 في حلب ثم غادروا إلى إدلب، غير موجودين أصلاً في منطقة الغوطة الشرقية لتخفيف التوتر». تزامناً، قال شهود إن ثلاث قذائف مورتر سقطت في الحي الذي يضم السفارة الروسية في شمال شرقي دمشق. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى، والقصف قرب السفارة الروسية هو أول هجوم لعناصر المعارضة يستهدف مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة في وسط دمشق منذ بدء الهدنة. وأفادت روسيا بأنها نشرت شرطة عسكرية في الغوطة الشرقية في مسعى لمراقبة وضمان التهدئة. والغوطة الشرقية هي إحدى أربع مناطق نص عليها اتفاق «خفض التوتر» الذي وقعته كل من روسيا وإيران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة في أستانة في أيار (مايو). وينص الاتفاق في شكل رئيسي على وقف المعارك بين القوات السورية والفصائل المعارضة ووقف الغارات الجوية وإدخال قوافل المساعدات. وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، انطلاق عمل نقطة تفتيش جديدة، أقامتها الشرطة العسكرية الروسية بالتعاون مع القوات النظامية في غوطة دمشقالشرقية. وأفادت وكالة «تاس» الروسية بأن العسكريين الروس والسوريين يفتشون وسائل النقل التي تعبر النقطة ويفحصون أوراق سائقيها وركابها ويبحثون عن الأسلحة والذخائر، بهدف ضبط الأمن والاستقرار في إحدى مناطق تخفيف التوتر المعلنة في البلاد. وأضافت الوكالة أن طاقم النقطة يضم 4 عسكريين يعملون بالتناوب، وذلك في منطقة يبلغ عدد عناصر تنظيم «جبهة النصرة» الموجودين فيها نحو 9 آلاف، وفق تقديرات الطرف الروسي. إلى ذلك، تواصلت هدنة الجنوب السوري في يومها السادس عشر على التوالي، منذ بدء تطبيقها في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة. وسجل «المرصد» خروقات جديدة تمثلت بسقوط قذائف على أماكن في منطقة السحاري الخاضعة لسيطرة قوات النظام بمدينة درعا بعد منتصف ليل الإثنين– الثلثاء، تبعها قصف بقذائف عدة من قبل قوات النظام على مناطق في مدينة درعا. وسجل «المرصد» اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الاثنين– الثلثاء بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محور الحمرية الشرقية، بأطراف بلدة حضر في القطاع الشمالي بريف القنيطرة، قتل خلالها ضابط برتبة نقيب من قوات النظام في ريف القنيطرة.