زراعة المزيد من المحاصيل الزراعية ليست خياراً قابلاً للتنفيذ في دول تقع في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم بسبب درجات حرارة الصيف القائظ، التي يمكن أن تتخطى 50 درجة مئوية، فضلاً عن شح المياه. وللاستثمار في الأمد الطويل تستأجر هذه البلدان وتشتري أراضي زراعية في الدول النامية لتقليص الفاتورة المتضخمة لاستيراد الغذاء. وقال رئيس الاقتصاديين لدى البنك السعودي الفرنسي جون ساكياناكيس: «يعتبر الدعم حلاً في الأجل القصير، لكن يجب عليهم جميعاً ان يفكروا كيف يمكن ان يستثمروا بفاعلية في الخارج في الكثير من الدول الزراعية». وتجري شركة حصاد القطرية للسلع الغذائية المملوكة لصندوق الثروة السيادية القطري وهو من بين أكبر المستثمرين في العالم محادثات مع حكومتي الأرجنتين وأوكرانيا لشراء أراض زراعية أو محاصيل من الحبوب.لكن الاستثمار في الأراضي الزراعية بالخارج لا يسلم من المنتقدين الذين يتهمون المشترين «بالاستيلاء على أراض»، الأمر الذي قد يحرم بعضاً من أفقر السكان في العالم من الحصول على الغذاء. وفي السعودية حيث يمثل الغذاء نحو ربع انفاق الأسر المعيشية وهو ما يزيد على أي مكان آخر في المنطقة، تعزّز الحكومة احتياطات القمح لتغطية حاجاتها لمدة عام بدلاً من ستة أشهر. وقال قاسم الفلاحي الموظف بالحكومة العُمانية: «التضخم يلتهم ما في جيبي إذا لم يشهد مرتبي أي زيادة خلال العامين الماضيين. مع وجود ثلاثة أطفال وأبوين من الصعب ملاحقة ارتفاع أسعار الغذاء».