حيّدت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي التوتر المتصاعد في القدس خلال جلسة لمجلس الأمن أمس، وركزت على تحميل «حزب الله» مسؤولية الإعداد لحرب مع إسرائيل، خلافاً لكل أعضاء مجلس الأمن الذين حذروا من تبعات التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأجمعوا على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في القدس، وهو ما دعت إليه الأممالمتحدة على لسان مبعوثها الخاص إلى عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف. وقال ملادينوف في الجلسة إن التوتر في القدس ينذر بخطر التحول إلى نزاع ديني «يطاول الملايين في العالم»، داعياً مجلس الأمن إلى التعامل مع المستجدات بحذر وجدية. ورحب بقرار إسرائيل إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى، لكنه شدد على ضرورة إظهار إسرائيل «ضبط النفس»، وإنهاء الأزمة «خلال أيام». وقال إن أهل القدسالشرقية «يطالبون بالحماية الدولية لأنهم يشعرون بأن هويتهم الدينية والوطنية مهددة، بسبب الاحتلال وأعمال الهدم والتوسع الاستيطاني» الذي قال إنه بلغ مستويات غير مسبوقة في القدس «على رغم عدم قانونية الاستيطان وتقويضه أسس الدولة الفلسطينية». وطالب السفير الفلسطيني رياض منصور مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية لقراراته ولحقوق الشعب الفلسطيني الذي «يعبر بسلمية عن رفضه الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية». وشدد على ضرورة إزالة إسرائيل كل المعوقات التي وضعتها أمام المصلين في الحرم القدس والحفاظ على الوضع القائم. وأكد أن القيادة الفلسطينية «تشجب وتدين قتل وجرح كل المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الفلسطينيون». في المقابل، اتهم السفير الإسرائيلي داني دانون الرئيس محمود عباس بتمويل الإرهاب من خلال دفع رواتب للمهاجمين الفلسطينيين. وقال إن أولوية إسرائيل تتمثل في «الحفاظ على الأمن لكل المصلين في جبل الهيكل، فيما تسعى السلطة الفلسطينية إلى إشعال العنف». وأشارت السفيرة الأميركية بجملة سريعة إلى الوضع في القدس، معتبرة أن على كل الأطراف «خفض التوتر، والمهم هو استمرار الوصول إلى الأماكن المقدسة في المدينة، لكن مع حفظ الأمن»، داعية إلى أن «تطغى الحكمة على المشاعر». كما دعت مجلس الأمن إلى التشدد في تطبيق قراراته المتعلقة بنزع سلاح «حزب الله»، معتبرة أنه «يعد لحرب» مع إسرائيل، وداعية القوة الدولية العاملة في جنوبلبنان– يونيفيل إلى العمل «على تجنب اندلاع حرب اخرى»، معتبرة أنها تسهو عن «استعراضات حزب الله لترسانته من الأسلحة، وتفشل في إجراء تحقيقات في شأن انتهاكات حزب الله لقرارات مجلس الأمن، ونتساءل عما إذا كانت تسهو عن أمور أخرى». وانتقدت هايلي الدول التي تميز بين جناح عسكري وآخر سياسي– اجتماعي ل «حزب الله»، معتبرة أنه «قوة إرهابية مدمرة ترتكب أبشع الجرائم في سورية وتستقدم الأسلحة المتطورة من إيران إعداداً لحرب». وقالت إن الحزب «يشكل تهديداً للشعب اللبناني ولقدرة الدولة على السيطرة على أراضيها»، وإن «الشعب الأميركي يتعاطف مع الشعب اللبناني الذي يواجه داعش ويستضيف اللاجئين السوريين». وتابعت أن الحزب يتجاهل قرارات مجلس الأمن، وأقل ما نتوقعه من المجلس «هو الاعتراف بالخطر المتمثل بأن منظمة إرهابية تعد نفسها وترسانتها للحرب، وهذا يجب أن يتغير، وأن نظهر للحزب أنه لا يمكنه الاحتفاظ بسلاحه غير الشرعي». وختمت بأن «حزب الله قوة إرهابية مدمرة وعقبة كبرى أمام السلام، وخطره يكبر، ويجب أن نكون جديين في متابعة تنفيذ قراراتنا التي تنتهك بشكل دائم من جانب إيران وحزب الله». وشدد السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر على ضرورة «الحفاظ على الوضع القائم في القدس، والعمل على منع تحول الأزمة إلى أزمة دينية». كما دعا إلى الإسراع في التوصل إلى مصالحة فلسطينية وحل سياسي لغزة «يقضي برفع الحصار عنها مع ضمانات أمنية قوية لإسرائيل». كما شدد على ضرورة وقف الاستيطان «غير القانوني الذي يقوّض حل الدولتين». وأكد المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف ضرورة حل الوضع في القدس «بناء على قرارات مجلس الأمن ومعايير الاتفاقات التي يجب التوصل إليها عبر المفاوضات المباشرة»، داعياً الطرفين إلى «الامتناع عن اتخاذ إجراءات تستبق تحديد وضع القدس، والحفاظ على الوضع القائم».