دخل التحقيق في ارتباطات محتملة للحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب بروسيا، مرحلة مهمة أمس مع بدء جلسات استماع مغلقة مع شخصيات بارزة مقرّبة من الرئيس الأميركي، أبرزها أمس صهره ومستشاره جاريد كوشنر، الذي نفى أي تواطؤ مع موسكو، مقراً في الوقت ذاته بأنه التقى أربعة مسؤولين روس. واستبق كوشنر مثولَه في جلسة مغلقة أمام الكونغرس، مُصدراً بياناً مفصلاً في شأن اتصالاته مع روسيا، ومؤكداً أنه «لم يتواطأ» مع أي دولة خارجية أو يسعَ إلى التواصل مع موسكو من خلال قنوات خلفية العام الماضي. ووَرَدَ في البيان: «لم أتواطأ ولا أعرف أي شخص آخر في الحملة تواطأ مع أي حكومة أجنبية. لم أُجرِ اتصالات غير لائقة. لم أُعوّل على أموال روسية لتمويل نشاطاتي الاقتصادية في القطاع الخاص». واستدرك أنه «ربما تواصل مع أربعة مندوبين روس» خلال الحملة الانتخابية عام 2016، وأثناء المرحلة الانتقالية بعد فوز ترامب في الانتخابات التي نُظمت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأضاف: «أظهرت اليوم (أمس) أنني سأواصل التعاون، إذ ليس لديّ ما أُخفيه». واعتبر صهر ترامب خلال استجوابه أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أن لقاءاته مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك ومسؤولين روس آخرين، تندرج في إطار مهماته العادية، لا سيّما أنه كان مسؤولاً عن العلاقات الخارجية في حملة الرئيس، ويتواصل مع حكومات أجنبية. ورسم كوشنر صورة متواضعة عن نفسه، لافتاً إلى أنه لا يحبّ الأضواء، ومشيراً إلى أن الحملة لم تكن لديها موارد كافية للفوز، وبالتالي توجّب عليه العمل أضعاف المطلوب والتواصل مع شخصيات كثيرة. واستدرك أن علاقته بكيسلياك كانت باردة جداً، إلى حدّ أنه لم يتذكّر اسمه بعد الفوز، وطلب من المسؤول في «معهد المصلحة القومية» في واشنطن ديمتري سيمز، تذكيرَه باسم السفير الروسي، بعدما تلقى ترامب برقية تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال كوشنر أنه لم يعلم أن اجتماعاً حضره مع الابن البكر لترامب، دونالد جونيور، والمدير السابق لحملة الرئيس بول مانافورت في مبنى «ترامب تاور» في حزيران (يونيو) 2016، رُتِّب لكي تزوّد محامية روسية حملة المرشح الجمهوري بمعلومات «مؤذية» عن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. وأردف أنه وصل إلى الاجتماع متأخراً، ولم يكن مهتماً بالنقاش، إلى درجة أنه أرسل بريداً إلكترونياً إلى مساعدته لتحاول مساعدته في الخروج من الاجتماع، والذي غادره بعد 10 دقائق فقط، إذ اعتبره «مضيعة للوقت». كما نفى كوشنر معلومات أفادت بأنه وكيسلياك ناقشا إقامة «قناة سرية» مع موسكو، لكنه فصّل محادثة مع السفير الروسي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في برج ترامب، في حضور الجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي عيّنه ترامب مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض، ثم أرغمه على الاستقالة. وأشار كوشنر إلى أنه وكيسلياك ناقشا خلال اللقاء إقامة خط آمن لكي يتواصل البلدان في شأن السياسة إزاء سورية. وأردف أنه عندما سأل كيسلياك ما إذا كانت هناك طريقة آمنة له لتقديم معلومات عن سورية من «الجنرالات» الروس، سأل كوشنر هل هناك قناة اتصال موجودة في السفارة يمكن استخدامها لنقل معلومات إلى فلين. ووَرَدَ في البيان: «قال السفير أن ذلك لن يكون ممكناً، لذلك اتفقنا جميعاً على أننا سنتلقى هذه المعلومات بعد تنصيب (ترامب). لم يحدث شيء آخر». وأكد كوشنر أنه لم يقترح أبداً شكلاً سرياً من الاتصالات. وسألت اللجنة صهر الرئيس عن اتصالاته مع شخصيات روسية خلال الحملة، بينها كيسلياك ومدير مصرف روسي بارز والمحامية الروسية التي التقاها مع نجل ترامب. وقال النائب الديموقراطي في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف: «نريد أن نعرف هل حصلت هذه اللقاءات؟ وهل تمت لقاءات أخرى؟ ستكون (هذه الجلسة) على الأرجح الأولى في جلسات عدة». ويُتوقّع استجواب ترامب الابن ومانافورت في الملف ذاته. وقال محامي كوشنر: «سنواصل التعاون ونقدّر الفرصة المتاحة للمساعدة في إنهاء هذا الأمر».