مرت سنة صابر وعذري في الصبر شماتة أصحاب الشوارب واللحى. مرت سنة تقريباً تفصل المشهد المأسوي لمدينة جدة، فيما اصطلح عليه «الأربعاء الأسود»، الذي راح ضحيته عشرات الضحايا، وتضرر عشرات الآلاف مادياً ومعنوياً، عن الأربعاء الماضي. مرت سنة بعد صدور عدد من القرارات من أعلى القيادات لمحو «سواد» الأربعاء الأول، ليأتي الأربعاء الثاني، مؤكداً على سوداوية أوضاع مدينة جدة مع الأمطار، بل مع أبسط الأمطار. مرت سنة... ولا جديد على أرض الواقع، لا جديد بعد رد الفعل الشعبي، والحكومي، والإعلامي الذي تلا «الأربعاء الأسود»، لا جديد في أعذار المسؤولين، وتبريرات الأمانة، وتحذيرات الأرصاد المبهمة، وجهود الدفاع المدني الزهيدة. مرت سنة... ولا جديد يعالج «فوبيا» الأمطار من أنفس سكان مدينة جدة، الذين قال عنهم أمين جدة: «أتمنى لو تسقط أمطار حتى ينكسر حاجز خوف سكان جدة من الأمطار»؟! مرت سنة... ولا جديد يدعو للتفاؤل، حتى أن آخر مشروع افتتحه أمين جدة - نفق الطيارة – قبل أسبوعين غرق، وتسربت الأمطار من سقفه. مرت سنة... وسوف نقولها العام المقبل أيضاً عند تكرار هذا المسلسل «الأربعائي». مرت سنة... وسر الأربعاء هو «ربوعنا فله»، كما يصف أهل جدة يوم الأربعاء، فاختارت جدة يومهم السعيد لتتنهد فيه، معبرةً عن ظلمهم لعروستهم. [email protected]