حذّر مسؤولون من اندلاع فوضى أمنية وعمليات انتقامية في مدينة الموصل بسبب تعدد التشكيلات العسكرية المنتشرة في المدينة لمسك الأرض وحفظ الأمن، بينها حشود عشائرية تتبع لهيئة «الحشد الشعبي» ونواب من المحافظة. وانتهت أمس المهلة التي أعطتها «كتائب سيد الشهداء»، أحد فصائل «الحشد»، إلى قوات «حرس نينوى» التابعة لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، في أعقاب اشتباكات جرت الخميس الماضي بين الطرفين ما اضطر قوات الجيش إلى التدخل لفض النزاع. وقالت النائب عن الموصل نوره البجاري، في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «انتشار الحشود العشائرية داخل المدينة بدأ يثير القلق والفوضى، وبات السكان خائفين على أنفسهم». وأشارت إلى أن قوات «الحشد الشعبي» تعلن أنها تابعة للحكومة، «لكن بعضها لا يأتمر بقراراتها، وقانون الحشد غير مطبق، وهناك مقترحات بتعديله». ولفتت إلى أن عمليات انتقامية تجري في الموصل عبر استهداف منازل داخل المدينة بذريعة انتماء أحد أفرادها إلى تنظيم «داعش». ورجّحت اتساع الظاهرة مستقبلاً، محذرة من تصاعد العمليات الانتقامية، ما يقوّض الأمن في المدينة. وطالبت البجاري الحكومة العراقية بالتدخل ومنح قوات الجيش والشرطة الاتحادية صلاحيات أوسع لمسك الأرض وتوحيد التشكيلات الأمنية تحت قيادة واحدة، وإشراك أبناء المحافظة في حفظ الأمن لإزالة القلق لدى السكان. واندلعت اشتباكات مسلحة بين «كتائب سيد الشهداء» وقوات «حرس نينوى» التابعة للمحافظ السابق أثيل النجيفي، إذ تتقاسم القوتان مهمات أمنية في أحياء متداخلة في الجانب الشرقي من المدينة. وقال نائب الأمين العام للكتائب أحمد الموسوي في بيان، إننا «نمهل قوات أثيل النجيفي حتى السبت (أمس) للخروج من مدينة الموصل. وفي حال عدم خروجها فإننا سنرد في شكل مناسب». وأعرب عن استغرابه من صمت الحكومة على «ما تقوم به قوات النجيفي في الموصل» على رغم إبلاغ الحكومة المركزية ب «الدور المشبوه لتلك القوات في الموصل». في غضون ذلك، تواصل قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب تمشيط الجانب الغربي من المدينة بحثاً عن جيوب «داعش» التي يُعتقد أنها لا تزال تتخفى في انقاض المدينة وأنفاق سرية حفرها التنظيم قبل بدء المعركة. وأعلن مصدر أمني أن «قوة من جهاز الأمن الوطني ألقت القبض على ما يسمى وزير الزراعة في داعش، فلاح عبدالجبار الراشدي، وأصله من قرية فتحي اليوسف في قضاء البعاج غرب الموصل». وبيّن أنه «تم القبض على الإرهابي في حي المأمون بالجانب الأيمن من الموصل، حيث كان متخفياً في منزل أحد أقاربه». إلى ذلك، يواصل طيران الجيش العراقي تنفيذ غارات جوية على قضاء تلعفر غرب الموصل تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية لاستعادتها من التنظيم الذي يسيطر عليها منذ ثلاث سنوات. وأوضحت «خلية الإعلام الحربي» في بيان، أنه «استناداً إلى معلومات استخبارات وأمن عمليات قادمون يا نينوى، نفذت طائرات أف-16 العراقية ضربات جوية أسفرت عن تدمير مخزن للأسلحة والأعتدة تابع لتنظيم داعش، وإحراق أعداد كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة التي كانت بداخله في الحي العسكري بقضاء تلعفر». كما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» أن «اللواء 44 في الحشد اشتبك مع داعش على الحدود السورية- العراقية، وأن القوات تمكّنت من تفجير عجلتين مفخختين تابعتين للتنظيم». وأعلنت قوات «سرايا الجهاد» أنها قتلت ثلاثة من قيادات «داعش» في تلعفر.