فرض عليه المرض أن يقضي أياماً عصيبة في مستشفى الملك فهد في جازان، بعد أن حاصره مرض «تليّف الرئة» وأجبره على ملازمة السرير الأبيض مدة طويلة. ويأمل حسين عبدالله (21 عاماً) بالحصول على الإخلاء الطبي لنقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياضخصوصاً بعد أن أكد له الأطباء أنه في حاجة ماسة إلى زراعة رئة جديدة، وأن رئته اليسرى والوحيدة لن تصمد طويلاً. ويقول حسين: «حرمني المرض من السعادة واللعب مع الأطفال عندما كنت صغيراً، وكبرت وبدأت طموحاتي وأحلامي تكبر معي، إلا أن المرض لم يفارقني لحظة واحدة، وبعد أن أفقدني طفولتي، ها هو يحرمني من التمتع بشبابي ويبدد أحلامي ويقتل أي حلم أفكر في تحقيقه، حتى لو كان بسيطاً للغاية»، موضحاً أنه وعلى رغم أنه ما زال شاباً، إلا أنه يعاني من إجهاد صدري أثناء القيام بأي حركة، كما يجد صعوبة في قضاء حاجاته الضرورية. ويضيف: «بذل والدي الغالي والنفيس لعلاجي، مع أنه يعول أسرة كبيرة براتب قليل، ولكن قدّر الله ألا تثمر تلك الجهود عن شيء، فقد استمر المرض واستفحل وأدى ذلك إلى بقائي في المستشفى خلال الفترة الماضية، على رغم أن الأطباء بذلوا ما في وسعهم»، لافتاً إلى أن الوضع النفسي الذي يعيشه والده وأسرته يزيد أحزانه ويفاقم المرض عليه. ولا يخفي الشاب المحطم أن اليأس كان قد سيطر عليه وتملكه، إلى درجة أنه وخلال فترة مضت لم يكن يهتم بصحته ويرفض التعاون مع الأطباء، ويستطرد: «أيقنت أن لا أمل في العلاج إلا بالقرب من الله، وكان لوالدي جزاه الله خيراً دور في ذلك، والآن أشعر بتحسّن من الناحية النفسية، وأتمنى من المسؤولين في بلادنا المباركة وفاعلي الخير أن يمدوا لي يد العون ويساعدوني في العثور على متبرع في أسرع وقت، «سمعت عن نجاح زراعة الرئة لعدد من المرضى في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وأرجو من الله العلي القدير أن أكون واحداً منهم». وتعيش أسرة حسين وضعاً نفسياً سيئاً، بعد أن ساءت حال ابنهم خلال الأشهر الأخيرة. ويقول والد حسين: «أصيب حسين بهذا المرض وهو لم يكمل عامه الأول، واستمر المرض معه حتى تم استئصال الرئة اليمنى وهو في سن العاشرة»، موضحاً: «كانت المراجعات مرهقة وطويلة كل تلك السنوات الماضية، صاحبها الكثير من الآلام والأحزان والدموع والخوف على حياته، حتى وصف له الأطباء أنبوبة الأوكسجين، التي لازمت حسين مثل ظله وحلت محل الألعاب حتى الآن». ويضيف: «لا نكاد نتعود على مستوى معين للمرض حتى تسوء حاله فيطاولنا الحزن على فلذة كبدنا، وتكرر هذا الأمر طوال رحلة ابني مع المرض حتى وصل إلى مرحلة باتت فيها حياته مهددة»، لافتاً إلى أن: «حسين تعلم من سنين المرض الكثير من الصبر والقناعة على رغم الألم الذي يعاوده كلما حاول الحركة». بنظرة يشوبها الحزن والخوف من مقبل الأيام، يصف والد حسين وضع أسرته: «أنا رجل متقاعد ودخلي الشهري لا يتجاوز 3500 ريال، ولا أستطيع نقل حسين على حسابي، ونظراً إلى حاله التي لا تسمح فأتمنى أن يتوافر السرير والإخلاء في أسرع وقت، فكل ما أخشاه تدهور حاله الصحية»، مستدركاً أن ابنه لا يزال على قائمة الانتظار في مستشفى الملك فيصل التخصصي منذ نحو 14 سنة.