طهران، فيينا – أ ب، رويتزر، أ ف ب – أعلنت إيران امس، أن «باب الحوار مفتوح» مع الدول الست المعنية بملفها النووي، فيما أفاد تقرير أعدته استخبارات دولة غربية بتغلغل فيروس «ستاكسنت» في أنظمة تحكم مفاعل «بوشهر» الذري، محذراً من كارثة محتملة مشابهة لتلك التي شهدها مفاعل تشرنوبيل عام 1986. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن «الضغوط والعقوبات المفروضة على الشعب الإيراني غير مجدية وتفتقد إلى أساس قانوني ومنطقي، وعلى الطرف الآخر انتهاج أسلوب التعاون مع طهران»، مضيفاً: «باب الحوار بين إيران والدول الست مفتوح، لكن يجب أن يرتكز على التعاون المشترك بين كلّ الأطراف، للوصول إلى وجهات نظر مشتركة». وشدد على أن «الخطوط الرئيسة للسياسة الخارجية الإيرانية ثابتة ولن تتغيّر، وستركّز أكثر مستقبلاً على الديبلوماسية الخلاقة والعلاقات الخارجية القائمة على مبدأ العدالة»، معتبراً أن إدراج اسم وزير الخارجية الجديد علي أكبر صالحي في لائحة الممنوعين من دخول دول الاتحاد الأوروبي «لن يشكّل عائقاً أمام تحركاته». تزامن ذلك مع إعلان اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أن طهران ستعيّن «قريباً» رئيساً جديداً ل «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، خلفاً لصالحي. وعلّق مهمان برست على تصريح وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس بأن إيران قد تطوّر سلاحاً نووياً بحلول العام 2012، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل استناداً إلى أكثر التقديرات تشاؤماً، قائلاً: «هذه التصريحات تتعارض مع الحقيقة، وتستهدف إيجاد أجواء عدائية وتنبع من عدم توافر أي دقة في معلوماتهم عن البرنامج النووي الإيراني، وتدخل في إطار استمرار الضغوط على إيران». في غضون ذلك، أفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن تقريراً أعدته استخبارات دولة تراقب عن كثب البرنامج النووي الإيراني، حذر من أن مفاعل «بوشهر» سيحظى بقوة «قنبلة نووية صغيرة»، مع تغلغل فيروس «ستاكسنت» في أنظمة التحكم فيه. وأشار التقرير إلى أن «أدنى ضرر ممكن سيحدث انهياراً للمفاعل»، لافتاً إلى «إمكان حدوث ضرر خارجي ودمار بيئي هائل، مشابه لكارثة تشرنوبيل» في أوكرانيا. يأتي هذا التقرير بعدما أثار ديمتري روغوزين المندوب الروسي لدى حلف شمال الأطلسي، شبح انفجار مشابه لذاك في تشرنوبيل، لكنه أوحى الأسبوع الماضي بزوال الخطر. في المقابل، اعتبر التقرير أن هذه الخلاصة سابقة لأوانها، وتستند إلى «تقويم عرضي» للعلماء الروس والإيرانيين في «بوشهر». ووصف روغوزين كيف أن المهندسين في المفاعل الإيراني «شاهدوا على شاشاتهم أن الأنظمة تعمل في شكل طبيعي، فيما كانت خارج الخدمة». وقال إن الفيروس الذي ضرب أجهزة الكومبيوتر في المفاعل، تسبّب في خروج أجهزة الطرد المركزي عن السيطرة، مضيفاً: «الفيروس سام جداً وخطر، وكان يمكن أن يُحدث انعكاسات خطرة جداً». لكن الخبراء منقسمون في شأن تأثير «ستاكسنت» الذي يُعتقد بأن الاستخبارات الإسرائيلية صممته، لتدمير البرنامج النووي الإيراني. وقال الفنلندي أولي هاينونن الرئيس السابق لعمليات التفتيش في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي أشرف حتى العام الماضي على تفتيش المنشآت الذرية الإيرانية، إن الفيروس قد يكون تغلغل في أنظمة التحكم في «بوشهر»، مسبباً «دماراً شديداً». لكن الباحث الألماني في شؤون أمن شبكة الإنترنت رالف لانغر أكد أن «ستاكسنت عاجز تقنياً عن العبث بأنظمة بوشهر»، مشدداً على أن الفيروس لا قدرة له على إحداث «انفجار نووي حراري». وأشار لانغر الذي قاد البحوث في شأن تأثير «ستاكسنت» على أجهزة «سيمينس» التي تدير البرنامج النووي الإيراني، إلى أن الأمر يتطلب سنة قبل تنظيف أنظمة «بوشهر» من الفيروس.