أعلنت لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي أنها دعت دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأميركي، وبول مانافورت المدير السابق لحملته الانتخابية، إلى الإدلاء بشهادتيهما في جلسة تُعقد الأربعاء المقبل، في شأن مزاعم بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، واحتمال «تواطؤها» مع حملة ترامب. في السياق ذاته، أعلن محامي جاريد كوشنر، صهر ترامب وأبرز مستشاريه، أن موكله سيمثل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في جلسة استماع مغلقة الاثنين المقبل. وأضاف: «سنواصل التعاون، ونقدّر الفرصة المتاحة للمساهمة في إنهاء هذا الأمر». وحضر كوشنر وترامب جونيور ومانافوت اجتماعاً مثيراً للجدل مع المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا، خلال الحملة الانتخابية، إذ اعتقد نجل الرئيس الأميركي أنها ستزوده بمعلومات «تؤذي» المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. وأعلنت لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي أن ترامب جونيور ومانافورت استُدعيا للمثول أمامها الأربعاء، منبّهةً إلى أنها لن تتوانى عن إصدار مذكرات جلب في حقهما، إذا رفضا المثول أمامها. وأبلغ رئيس اللجنة تشاك غراسلي وأبرز الأعضاء الديموقراطيين فيها دايان فاينشتاين، المستدعيَين في رسالتين وجّهتهما اللجنة إليهما للمثول أمامها، أن عليهما «الحفاظ على كل الوثائق ذات الصلة الموجودة معكما، والمتعلّقة بتدخل روسيا في انتخابات 2016، بما في ذلك الوثائق المتصلة بالاتصالات التي أجريتماها أو أجرتها حملة ترامب بمسؤولين في الحكومة الروسية أو شركاء لها أو ممثلين عنها». وقال السيناتور الديموقراطي شيلدون وايتهاوس، وهو عضو في اللجنة: «قيل الكثير علناً، لكنه ليس تحت القسم، وهذا يعني أن الناس أحرار في إغفال أمور أو الكذب، متمتعين بإفلات من العقاب نسبياً». ترامب ينتقد سيشنز إلى ذلك، انتقد ترامب وزير العدل جيف سيشنز، مشيراً إلى أنه لم يكن سيسلّمه هذه الحقيبة، لو علم أنه سيتنحى عن التحقيقات الخاصة ب «التدخل» الروسي في الانتخابات. ونأى سيشنز في آذار (مارس) الماضي عن تحقيق في هذا الصدد يجريه مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، تحت وصاية وزارة العدل، إذ لم يكشف في جلسة تأكيد تعيينه لقاءه السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال الحملة الانتخابية. وأوردت تقارير إعلامية الشهر الماضي أن سيشنز، وهو سيناتور سابق أيّد حملة ترامب منذ البداية، عرض الاستقالة بسبب توتر مع الرئيس نتيجة تنحيه عن التحقيق. وقال ترامب لصحيفة «نيويورك تايمز»، في إشارة إلى سيشنز: «كيف يمكن أن تقبل وظيفة ثم تنأى بنفسك؟ لو كان نأى قبل الوظيفة، لكنت قلت له: شكراً جيف لكني لن أعينك (في المنصب). ما كان ينبغي أبداً لسيشنز أن يتنحى». واعتبر أن ما فعله سيشنز «في حق الرئيس ظالم إلى أقصى الحدود، وهذه كلمة مخففة». كما انتقد ترامب أداء الوزير أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في حزيران (يونيو) الماضي، لافتاً إلى أن سيشنز أعطى «أجوبة سيئة»، وزاد: «كان يردّ على أسئلة بسيطة وكان يجب أن تكون الإجابات عليها بسيطة، لكنها لم تكن كذلك». واتهم الرئيس الأميركي المدير السابق ل «أف بي آي» جيمس كومي بمحاولة الضغط عليه، من خلال الإشارة إلى وجود ملف يسيء إلى روسيا في شأن ترامب. وقال: «حدّثني عن هذا الأمر لأنه كان يريد أن أعتقد بأنه في حوزته». ويُرجّح أن ترامب يشير إلى ملف جمعه جاسوس بريطاني سابق، ويتضمّن معلومات عن «مغامرات جنسية» للرئيس في موسكو التي قد تستخدمها لابتزازه. وأشار ترامب إلى أن حديثاً دار بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال عشاء أثناء قمة مجموعة العشرين في ألمانيا هذا الشهر، استمر لنحو 15 دقيقة وكان في معظمه «دعابات»، علماً أن الكشف عنه حدث الثلثاء وقال إيان بريمر، رئيس مجموعة «أوراسيا» لاستشارات الأخطار السياسية، إنه دام نحو ساعة. وقلّلت ناطقة باسم البيت الأبيض من أهمية اللقاء، بقولها: «مرة أخرى، سيطرت الحمى الروسية على وسائل الإعلام وسارع الجميع لاختلاق قضية غير موجودة». أما الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف فقال: «لم يُعقد أي لقاء سري وبعيد من الإعلام. ومن العبث تأكيد ذلك». في غضون ذلك، كرّر ترامب مزاعم عن تزوير أصوات ناخبين، علماً أنه كان تحدث عن إدلاء ملايين من المهاجرين غير الشرعيين بأصواتهم في الانتخابات. وقال: «كل مرة يحدث فيها تزوير لصوت ناخب، يُحذف فيها صوت مواطن صالح. يجب وقف أي شكل من التصويت غير القانوني، أو الذي ينطوي على تزوير، سواء باستخدام غير المواطنين أو الموتى، ووقف أي شكل من قمع الناخبين أو ترويعهم». تصريحات الرئيس وردت خلال أول اجتماع للجنة شكّلها لمناقشة هذا الملف، ملمحاً إلى أن الولايات التي رفضت الإفصاح عن بيانات الناخبين للجنة، قد تخفي شيئاً. لكن الديموقراطيين وجماعات حقوق التصويت اعتبروا أن اللجنة قد تكون أداة لتغيرات تصعّب على الناخبين القانونيين الإدلاء بأصواتهم. على صعيد آخر، رفضت المحكمة العليا الأميركية محاولة من ترامب لوقف العمل بحكم أصدره قاض، منع تطبيق حظر السفر الذي فرضه على رعايا 6 دول شرق أوسطية، على أجداد المواطنين الأميركيين. لكن المحكمة جمّدت جزءاً من حكم القاضي، يتيح لمزيد من الناس دخول الولاياتالمتحدة، وفق حظر منفصل على اللاجئين إذا طُبِق. من جهة أخرى، أعلن مكتب السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إصابته بسرطان في الدماغ.