أكدت روسيا استعدادها لمواصلة العمل مع منظمة «أوبك» للمساعدة في استعادة التوازن في أسواق النفط، وفقاً لمصدر في قطاع الطاقة مقرّب من الوفد الروسي المعني بالتفاوض مع المنظمة أشار إلى «ترحيب موسكو بالنهج البناء والمرونة التي يتحلى بها شركاؤنا في مواجهة التحديات، التي تظهر في الطريق في اتجاه تحقيق التوازن في السوق»، لاستيعاب ارتفاع الإنتاج من نيجيريا وليبيا. وأفاد المصدر بأن روسيا «ملتزمة كلياً روح المبادرة الرامية إلى تحقيق الاستقرار في أسواق الخام العالمية، وستستمر في العمل مع الدول الأخرى لتحقيق هذا الهدف». وكان مصدر في قطاع الطاقة السعودي، أعلن أول من أمس أن المملكة العربية السعودية «تأمل في استيعاب الزيادة في إنتاج ليبيا ونيجيريا، لكن تؤكد ضرورة التعاون مع المنتجين الآخرين». وارتفع الإنتاج من ليبيا ونيجيريا في الأسابيع الأخيرة إلى مستويات لم تسجل في سنوات، ليؤخر استعادة سوق النفط توازنها الذي طال انتظاره. ومن المقرر أن يجتمع ستة وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون غير أعضاء، بما في ذلك السعودية وروسيا، في سان بطرسبرغ بروسيا في 24 من الشهر الجاري، لمناقشة التزام خفوضات الإنتاج والتقدم في اتجاه استعادة السوق توزانها. وفي حركة الأسواق أمس، تراجعت أسعار النفط مع تجدد المخاوف من تخمة المعروض العالمي من الوقود، بعد زيادة مخزون الخام الأميركي واستمرار ارتفاع إنتاج منظمة «أوبك». وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي «برنت» 21 سنتاً أو 0.4 في المئة إلى 48.63 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتاً أو 0.4 في المئة إلى 46.20 دولار للبرميل. ومنذ مطلع السنة، تراجعت أسعار الخام نحو 15 في المئة، ما يجعل النفط أحد أسوأ السلع الأولية أداء خلال هذه السنة. وأشار معهد البترول الأميركي أول من أمس، إلى أن «مخزون الخام الأميركي زاد 1.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 من الشهر الجاري، إلى 497.2 مليون برميل. بينما توقع المحللون انخفاضه 3.2 مليون برميل. وأوضح المعهد أن مخزون الخام في نقطة التسليم في كاشينغ في ولاية أوكلاهوما «زادت 608 آلاف برميل». وهبط مخزون البنزين 5.4 مليون برميل، في حين رجح محللون في استطلاع لوكالة «رويترز» تراجعه 665 ألف برميل. ولفتت بيانات معهد البترول، إلى أن مخزون نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة «تدنّت 2.9 مليون برميل في حين قدرت التوقعات ارتفاعها 1.2 مليون برميل. وتراجع استهلاك الخام في مصافي التكرير 51 ألف برميل يومياً، بحسب بيانات المعهد. وزادت واردات الولاياتالمتحدة من الخام الأسبوع الماضي، بمقدار 504 آلاف برميل يومياً إلى 8.087 مليون برميل يومياً. وفي ليبيا، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أمس، «استهداف إنتاج 1.25 مليون برميل يومياً نهاية هذه السنة، و1.5 مليون برميل يومياً نهاية 2018 «. وقال إن ليبيا «تأمل في وصول الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل يومياً خلال أربع أو خمس سنوات». وتتفق الأهداف التي حددها صنع الله إلى حد كبير مع أهداف الإنتاج المُعلن عنها في وقت سابق. وتخطى إنتاج ليبيا من النفط وفي شكل طفيف أخيراً، مليون برميل يومياً ارتفاعاً من مستويات منخفضة بلغت نحو 250 ألف برميل يومياً قبل سنة. ووصف صنع الله خطط زيادة الإنتاج بأنها «طموحة». ولم يفصح صنع الله عن رقم محدد للإنتاج، موضحاً أنه «يتقلب يومياً». وكان مسؤول ليبي في قطاع النفط أبلغ «رويترز» أول من أمس، بأن الإنتاج «سجل 1.032 مليون برميل يومياً». ولم يتضح ما إذا كان الرقم يتضمن الزيادات في إنتاج شركة «الواحة للنفط» التابعة لمؤسسة النفط الليبية، والتي زادت إنتاجها إلى 145 ألف برميل يومياً، بحسب ما كشف مسؤول من الشركة ومصادر في الموانئ أمس، ارتفاعاً من 105 آلاف برميل يومياً الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن يقود صنع الله وفداً ليبياً إلى اجتماع بين «أوبك» ومنتجين مستقلين في سان بطرسبرغ السبت، لعرض خطط بلاده في شأن الإنتاج. ولفت إلى ضرورة «أخذ المشكلات السياسية والإنسانية والاقتصادية في ليبيا في الاعتبار، في أي نقاش يتعلق بتقييد إنتاجها». الى ذلك، أشار مسؤول في «شركة الواحة» الليبية إلى أن «إنتاجها من الخام ارتفع إلى 145 ألف برميل يومياً، من نحو 100 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي». وأوضح أن الإنتاج «ربما يزيد إلى 150 ألف برميل يومياً في الأيام المقبلة، إذا سمحت طاقة ميناء السدر لتصدير النفط. وتقلّب إنتاج الشركة النفطي بين نحو 80 ألف برميل يومياً و130 ألفاً، بسبب مشكلات تتعلق بتوليد الكهرباء وتسريبات في خطوط أنابيب.