انطلقت صباح اليوم فعاليات «مهرجان الذيد للرطب» الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة للموسم الثاني على التوالي، إيذاناً ببدء موسم خير جديد واعد وزاخر بالأجواء الاحتفالية والتنافسية المشوّقة بين المئات من مالكي النخيل والمزارعين والأسر المنتجة. ويستقبل المهرجان الذي يستضيفه «نادي الذيد الثقافي الرياضي» على مدى ثلاثة أيام، زواره في اليوم الأول ب «الخنيزي» الذي يُعتبر «تاج التمور» في دولة الإمارات، ثم ب «الخلاص» المعروف ب «ملك الرطب» في هذا الموسم خلال اليوم الثاني، ليختتم المهرجان فعالياته ب «النخبة» التي تضم ما بين ثلاثة إلى خمسة أصناف من التمور التي يأتي بها المزارعون ليتنافسوا باستعراض أفضل ما جادت به مزارعهم من خيرات. ودعا مدير فرع غرفة تجارة وصناعة الشارقة في الذيد، والمنسق العام لمهرجان الذيد للرطب محمد مصبح الطنيجي، رواد المهرجانات إلى زيارة المهرجان للاستمتاع برونقه الفريد والمميز وبمسابقاته المتنوعة، مشيراً إلى أن أبرز ما يميز هذا الحدث هو تفاعل كل شرائح المجتمع المحلي مع المهرجان. وقال الطنيجي: «إن المهرجان يضم كل مزارعي النخيل في الإمارات تحت سقف واحد، وسط تنافس أخوي ليس من أجل الربح والخسارة وإنما من أجل التعارف وتبادل الآراء بما يُساهم في تطوير زراعة النخيل ويخدم مصلحة ملاك النخيل في الدولة». وأضاف: أن موقع المهرجان في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة يعطي للحدث رمزية اجتماعية يُدرك أهميتها جيداً أبناء الدولة في شكل عام والشارقة في شكل خاص، كما يُعطي للحدث بُعداً ثقافياً وتراثياً يلمسه زوار المهرجان من خلال الأجواء الاحتفالية البهيجة التي تسود المهرجان طوال أيامه الثلاثة. وأشار إلى أن المهرجان انطلق في تموز (يوليو) من عام 2016 ليكون منصة لملاك النخيل لتبادل الآراء والخبرات وللمساهمة في رفع إنتاج النخيل في الدولة والعائد الاستثماري منه، وتطوير الصناعات القائمة على الرطب، وهو هدف نتطلع إليه جميعاً، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالاهتمام بالزراعة وزيادة الرقعة المزروعة في الإمارات، وتأكيداً على مقولته الشهيرة «أعطوني زراعة أضمن لكم مجتمعاً متحضراً». وتابع الطنيجي: أبناء الإمارات يدينون للأب المؤسس «زايد الخير» ... بالفضل الكبير على دولتنا في كافة المجالات، فهو منذ استلامه الحكم سعى الى تهيئة كل الأمور لإسعاد المواطنين، وعند إعلان قيام دولة الاتحاد جال في كل مدن الدولة ومنها الذيد والدقداقة وخس ومزيرع والحويلات والعين وغيرها من المدن، ليُخرج النخيل من الواحات إلى كل أرجاء الدولة، فنجح في زيادة إنتاجية النخيل وتحسين نوعية التمور المنتجة بكل أنواعه، ما تواكب مع تأسيس معهد للنخيل في جامعة الإمارات، حتى غدت الإمارات من الدول الأولى في إنتاج أجود أصناف النخيل في العالم إذ يقدر عدد أشجار النخيل فيها بأكثر من 40 مليون نخلة. وأوضح أن تسليم الرطب خلال المهرجان يبدأ يومياً من الساعة الثامنة صباحاً ويستمر لغاية الثالثة، تمهيداً لفرزها وتقويمها ليتم بعد ذلك إعلان النتائج في مسرح المهرجان، مشيراً أن الجوائز تنوعت وزاد عددها هذا العام تكريماً لملاّك النخيل والمزارعين بشكل عام، ومن أبرزها مسابقة أثقل «عذج» وزناً، ومسابقة الليمون، ومسابقة «أجمل سلة فواكه للنساء» المخصصة للنساء. ويُعد مهرجان الذيد للرطب أحد أبرز الفعاليات التي تنظمها غرفة الشارقة ضمن برامج الفعاليات الاقتصادية في مدن الإمارة، ومنصة لملاّك النخيل والمهتمين بها والصناعات القائمة عليها. ويتضمن المهرجان في دورته الثانية التي تقام خلال الفترة 20-22 من الشهر الجاري، الكثير من الأنشطة الترويجية للزراعات الصيفية المحلية التي تشتهر بها المنطقة كالليمون والمانغا، بهدف فتح المجال أمام أكبر شريحة من المزارعين للمشاركة وعرض منتجاتهم والاستفادة من المهرجان.