شدّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات على إيران، طاولت 16 فرداً وكياناً، اتُهموا بمساندة برنامجها للصواريخ الباليستية. أتى ذلك بعد ساعات على إبلاغ الإدارة الكونغرس أن طهران تلتزم الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، لكنها اتهمتها بانتهاك «روحيته»، واعتبرتها واحداً من «أخطر التهديدات للمصالح الأميركية ولاستقرار المنطقة»، وتعهدت «التصدي لسلوكها الشرير». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، بالتنسيق مع وزارتَي الخارجية والعدل، أن العقوبات تستهدف أفراداً وكيانات، في إيران وتركيا والصين، معظمهم مرتبط ب «الحرس الثوري» الإيراني وبرنامج طهران للصواريخ الباليستية وعمليات قرصنة تنفذها، إضافة إلى «منظمات إجرامية إيرانية عابرة للقارات». (للمزيد) والجهات المستهدفة مُتهمة بالمشاركة في تطوير طائرات بلا طيار ومعدات عسكرية، وإنتاج زوارق وصيانتها، وشراء مكونات إلكترونية، إضافة إلى تنسيق سرقة برمجيات أميركية وغربية بيعت للحكومة الإيرانية. واعتبر وزير الخزانة ستيفن مينوشين أن العقوبات «توجّه إشارة قوية (تفيد) بأن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تتسامح، ولن تتسامح مع سلوك إيران الاستفزازي والمزعزع للاستقرار». وأضاف: «ستواصل هذه الإدارة استهداف نشاط إيران الخبيث، بما في ذلك دعمها المستمر الإرهاب وبرنامج الصواريخ الباليستية وانتهاكات حقوق الإنسان». يأتي ذلك بعدما أبلغت إدارة ترامب الكونغرس، للمرة الثانية في عهده، أن طهران تلتزم الاتفاق النووي الذي كان الرئيس الأميركي تعهد «تمزيقه» خلال حملته الانتخابية. واستدرك مسؤول بارز في الإدارة أن ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون يعتقدان بأن إيران «ما زالت واحداً من أخطر التهديدات للمصالح الأميركية وللاستقرار في المنطقة». وتطرّق إلى تطويرها صواريخ باليستية ودعمها الإرهاب ومتشددين، وتواطؤها في انتهاكات ارتُكبت في سورية وتهديدها ممرات مائية في الخليج. وزاد: «يعتبر الرئيس ووزير الخارجية أن تلك النشاطات الإيرانية تقوّض بشدة المقصود من الاتفاق، وهو المساهمة في السلام والأمن، إقليمياً ودولياً. نتيجة لذلك يرى الرئيس ووزير الخارجية والإدارة بأكملها أن إيران تنتهك روحية الاتفاق» النووي. وأشار إلى أن الإدارة تعتزم تطبيق استراتيجية من أجل «التصدي لشمولية السلوك الإيراني الشرير»، لافتاً إلى أنها تبحث أيضاً عن سبل لتعزيز الاتفاق وتطبيقه في شكل أشد صرامة، ومنبهاً إلى مخاوف من أن الاتفاق سيتيح لطهران السعي إلى تخصيب وقود نووي على نطاق صناعي. وتابع: «سنعمل مع حلفائنا لاستكشاف خيارات للتصدي لعيوب الاتفاق، وهي كثيرة». في نيويورك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده تلقّت «إشارات متضاربة» من الإدارة الأميركية، مؤكداً أن طهران «جدية وعازمة على تطبيق الاتفاق النووي، ونعتقد بأنه يمكن أن يشكّل أساساً للتعاون». وحذر من أن لدى إيران «خيارات كثيرة إذا انتُهك الاتفاق جدياً، بينها الانسحاب منه»، مشدداً على أن «سياسة فرض العقوبات عليها وتغيير النظام فيها، لن تجدي». وخاطب المسؤولين الأميركيين قائلاً: «لا تخدعوا أنفسكم، تغيير النظام في إيران ليس ممكناً».