وكالة سما - لليوم الثاني، أدى عشرات المقدسيين الصلاة أمس عند باب الأسباط، أحد أبواب الحرم القدسي الشريف، رافضين الدخول الى الحرم عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال الإسرائيلي أول من أمس، في وقت أفتى مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بأن الصلاة باطلة في حال الدخول إلى الأقصى عبر البوابات الإلكترونية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عارض تصريحات الشرطة في شأن إزالة البوابات الإلكترونية، وقال إنها ستبقى ولن تزال، وأن قرار إزالتها «لم يمر من خلالي»، مؤكداً أن كاميرات متطورة ستنصب حول المسجد لمراقبة كل ما يحدث. وشدد المصلّون أمس على حقهم في الدخول بحرية الى المسجد، كما رفض موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية، بمن فيهم الحراس، الخضوع للتفتيش عبر البوابات الإلكترونية التي نصبت عند بابيّ الأسباط والمجلس. وقال المفتي إنه بعد اجتماع لدار الإفتاء في القدس في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها الأقصى، تقرر بالإجماع أن الدخول الى الأقصى من الأبواب الإلكترونية لا يجوز، وكل من يدخل منها، تكون صلاته باطلة. وأوضح أن وجود هذه البوابات إجراء يؤثر في الوضع القائم في المسجد، و «مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، ويجب أن يلاحق على كل المستويات القانونية والسياسية، بل يجب حماية كل ما يتعلق بالمسجد وإبعاده عن أي إجراءات من شأنها أن تؤثر في الوضع القائم فيه». وتابع أن الأقصى «مكان للعبادة والصلاة بحرية تامّة، فهو ليس سجناً أو ثكنة عسكرية، ولن يسمح تحويله الى ذلك». وعلى رغم التوتر القائم في المسجد والأحداث المتصاعدة فيه، إلا أن سلطات الاحتلال سمحت مجدداً للمستوطنين باقتحام باحاته عبر باب المغاربة. ووصفت شرطة الاحتلال قرارها هذا بأنه «عودة إلى الوضع الطبيعي» في الحرم القدسي. في هذه الأثناء، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية إن «الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يسمحا بتمرير مخططات الاحتلال في المسجد»، مشدداً على أن المعركة هي «معركة هوية وعنوان قضية من دونه ترخص الدماء وتهون الأرواح». وأضاف هنية في بيان نشره الموقع الرسمي للحركة أمس مخاطباً أهل القدس: «نحن في معركة واحدة، وحماس لن تسلمكم ولن تخذلكم، وأبناؤها يعرفون طريقهم لنصرة الأقصى». وشددت حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» على أن الأقصى «خط أحمر والمس به أمر لا يُمكن السكوت عنه». ودعتا في بيان مشترك إلى «وقف الإجراءات الصهيونية ورفع يد الحكومة المتطرفة عن المسجد وعودة السيادة عليه الى دائرة الأوقاف الإسلامية كما كانت، ووقف اقتحام المستوطنين ساحاته، والكف عن ملاحقة المصلين والمرابطين». وحذرتا من «عواقب ذلك على العدو ذاته»، وأكدتا أن «ما جرى من عدوان خلال الأيام الماضية لن يمر مرور الكرام»، كما حذرتا الاحتلال من أن «استمرار عدوانه وعدم كف يده سيؤديان إلى تصعيد كبير يتحمل الاحتلال المسؤولية كاملة عن تداعياته». ودعتا إلى «التأهب وإعلان النفير العام للدفاع عن الأقصى، وتصعيد انتفاضة القدس، والخروج بتظاهرات حاشدة في كل أرجاء الوطن والشتات». وحضتا الأمة العربية والإسلامية على «الضغط على حكوماتها لوقف التطبيع والعمل على مقاطعة الكيان الصهيوني ومحاصرته وقطع كل علاقة معه باعتبار أن أي علاقة معه حرام».