سيدني - أ ف ب - متطلبات الوظيفة مخيفة: «لا أجر، ساعات طويلة من العمل الشاق، ظروف خطيرة، وأوضاع مناخية متطرفة» لدرجة أن المسؤولين يخشون أن يموت أحد الناشطين ذات يوم خلال مزاولته عمله. ولكن، لو لم تكن جورجي ديكس مستعدة لمواجهة الأمواج العالية والرياح العاتية وسفن الصيد اليابانية لإنقاذ الحيتان من الموت في مياه القطب الجنوبي، لما كانت تطوعت لتكون ناشطة. وقالت الشابة البالغة من العمر 23 سنة من على متن سفينة «ستيف ايروين» التي تملكها منظمة «سي شيبرد كونسرفيشن سوسايتي»: «حياتنا دائماً على المحك، وإن لم يكن بإمكاننا تقبل ذلك، يجب ألا نكون هنا». ويتقدم نحو ألف شخص سنوياً للعمل على سفن «سي شيبرد» بهدف إنقاذ الحيتان كي لا ينتهي بها المطاف على أطباق الطعام اليابانية. ويتضمن العمل إمضاء أشهر في أحد الأماكن الأكثر قساوة على الأرض. وفي حين أنه يعد بأن يكون تجربة العمر، يستحسن ب «المتذمرين والكسالى والجبناء» عدم التقدم بطلبات عمل. وتوافق ديكس على أن الحملة كانت مثيرة في بعض الأحيان، لا سيما عندما كانت سفينتها تشق طريقها عبر الجليد في المحيط الجنوبي فيما كان المتطوعون يواجهون صائدي الحيتان اليابانيين في وقت سابق من هذا الشهر. ناشطو «سي شيبرد» معروفون بتصادمهم مع صيادي الحيتان، وخلال سبع بعثات بقيادة الربان بول واتسون، حاولوا مراراً الوقوف بين الحيتان ورماح الصيد. وقد بلغت المضايقات ذروتها في كانون الثاني (يناير) 2010 عندما غرقت السفينة المتطورة «آيدي جيل» التابعة للمنظمة بعد اصطدامها بسفينة «شونان مارو 2» اليابانية. وحذر المسؤولون من أنهم يخشون أن تراق الدماء في هذه الحملة المتواصلة لمكافحة صيد الحيتان في المحيط الجنوبي. يقول دوغ اونيل، وهو متطوع آخر على سفينة «ستيف ايروين»: «نأتي الى هنا ونحن مدركون المخاطر، ونعرف أنه عمل خطر ويسرنا القيام بذلك لمحاولة الحفاظ على هذا الجزء من كوكبنا من أجل أولادنا ومستقبلهم». ويقول كيفن ماغينتي (47 سنة) انه لم يتردد في التطوع على متن الزورق البخاري السريع «غودزيلا» التابع للمنظمة. وهو يملك شركة تعهدات كهربائية صغيرة في مدينة فريمانتل الواقعة في غرب استراليا، ويقول انه التحق بهذه الحملة بعد مساعدته في الأعمال الكهربائية على سفن «سي شيبرد» في الموانئ. ويقول ماكغينتي، مازحاً، عن ظروف الحملة التي قد تدوم ثلاثة أشهر: «إن كنت لا تريد مالاً ومستعداً لمواجهة ظروف قاسية، فأنت في الموقع الصحيح».