قال مسؤول إماراتي كبير إن هناك حاجة لمراقبة دولية في الأزمة بين قطر وجيرانها العرب، مشيراً إلى أنه يرى أن الضغوط التي تمارس على الدوحة «تنجح»، في حين أجرى ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس (الأحد) محادثات مع وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دوريان الذي يزور الإمارات ضمن جولة خليجية. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرضت عقوبات على قطر في 5 حزيران (يونيو) وقطعت العلاقات الديبلوماسية مع الدولة الخليجية الصغيرة متهمة إياها بتمويل الجماعات المتطرفة والتحالف مع إيران. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تصريحات معدة سلفاً من المقرر أن يدلي بها في لندن اليوم (الاثنين): «نريد حلاً إقليمياً ومراقبة دولية». وأضاف: «نريد التأكد من أن قطر، الدولة التي تملك احتياطياً نقدياً قيمته 300 بليون دولار، لم تعد راعية بشكل رسمي أو غير رسمي للأفكار الجهادية والإرهابية» من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل عن المراقبة المقترحة. وقال قرقاش إن مذكرة التفاهم التي وقعتها الولاياتالمتحدةوقطر الثلثاء الماضي بشأن تمويل الإرهاب تمثل تطوراً إيجابياً. ووقعت واشنطنوالدوحة مذكرة التفاهم عندما زار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قطر في جولة استمرت ثلاثة أيام لدول الخليج العربية في محاولة لإنهاء الخلاف المستمر منذ شهر. لكن القوى العربية الأربع قالت إن مذكرة التفاهم لم تخفف مخاوفها وإن العقوبات ستظل قائمة إلى حين تستجيب الدوحة لمطالبها وإنها ستراقب عن كثب جهود قطر لمكافحة تمويل الإرهاب. وقال قرقاش: «لكننا نرى مؤشرات الآن على أن ضغطنا ينجح... نحن مستعدون لأن تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً». وفي أبو ظبي بحث ولي العهد مع لو دوريان تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين وسبل وتطويرها بما يخدم المصالح الاستراتيجية المشتركة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام). واستعرض الجانبان خلال اللقاء التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وأهم الأفكار والمشاريع المشتركة المعنية بتوثيق العلاقات بين البلدين الصديقين في ضوء حرص قيادتي البلدين على تنميتها إلى آفاق أوسع. وتطرق الحديث حول الجهود التي يبذلها البلدان بالتعاون مع المجتمع الدولي في سبيل محاربة التطرف والإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله والعمل المشترك في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة كما تطرق الحديث الى آخر التطورات والمستجدات ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر حولها. وكان لو دريان بدأ جولة خليجية الجمعة بزيارة الدوحة ثم انتقل إلى السعودية ثم الكويتفالإمارات. وأكد في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير أن بلاده تشجع حلاً خليجياً للأزمة.