قال مصدر مسؤول في الجيش الأردني إن قوات حرس الحدود أحبطت أول من أمس «محاولة إدخال عدد من السيارات التي تحمل مواد مهربة من الأراضي السورية تجاه الأردن»، ذلك في ثاني حادث من نوعه خلال أقل من شهر. وأضاف المصدر في بيان أصدره الجش أمس أن «إحدى طائرات سلاح الجو العمودية المقاتلة دمرت سيارتين وجد بداخلهما كميات كبيرة من المواد المهربة». ولم يكشف البيان طبيعة هذه المواد. ويعتبر هذا الحادث الثاني في أقل من شهر، حيث أغارت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني على عربات رباعية الدفع يوم 17 نيسان (أبريل) الماضي، تردد أنها كانت تُقل مسلحين يحاولون اختراق الحدود الأردنية من الجانب السوري. وفيما وزّعت الحكومة الأردنية صوراً للعربات المدمرة في الحادث الأول والنار تشتعل فيها، اكتفت المؤسسة العسكرية بإصدار بيان مقتضب في الحادث الثاني. ورفض ناطقون باسمها تقديم أي شروحات وافية لما جرى، كما لم توزع أي صور للسيارتين المدمرتين. لكن وزيراً بارزاً في الحكومة الأردنية لم يستبعد وقوف النظام السوري أو الجماعات السلفية القريبة من تنظيم «القاعدة» وراء هاتين السيارتين، وأن يكون الهدف منها تنفيذ عمليات ما داخل الأرض الأردنية. وقال ل «الحياة» إن «السلطات الأردنية تواجه أخطاراً حقيقية، سواء من النظام السوري أو من الجماعات السلفية المتطرفة، التي يتعاظم دورها ونفوذها على حدودنا الممتدة مع سورية». وكان وزير الداخلية الأردني حسين المجالي قال ل «الحياة» قبل أيام إن «القوات المسلحة مدعومة بمنظومة استخبارية من الاستخبارات العامة وباقي أجهزة الدولة، قادرة على توفير أمن المملكة وتحديداً على الحدود مع سورية». وأضاف على هامش افتتاح مخيم الأزرق للاجئين السوريين أن «هناك تحديات ومخاطر كبيرة، لكننا قادرون، وأمن الأردن فوق أي اعتبار». ويواجه الأردن تحدياً مما بات يعرف ب «الخلايا السورية النائمة»، التي تقول السلطات إنها «تعمل بين اللاجئين لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد وإثارة الفوضى». وكانت الجهات الأمنية الأردنية أعلنت على مدى الأزمة السورية ضبط العديد من المجموعات القادمة عبر دمشق والتي «ثبت تورطها بالعمل على زعزعة استقرار المملكة». كما يواجه الأردن تحدياً إضافياً من الجماعات السلفية المقاتلة في سورية، التي تنظر إلى النظام الهاشمي بعين العداء ذاتها التي تنظر فيها إلى النظام السوري. وفي سياق متصد، أعلن التيار السلفي الجهادي الذي يعمل في الأردن، تحت لافتة تنظيم «القاعدة»، مقتل أحد أعضائه من أبناء مدينة معان الجنوبية صباح أول من أمس، ذلك خلال مواجهات مع قوات النظام السوري في ريف القنيطرة في محافظة درعا. وبهذا يرتفع عدد قتلى التيار الأردنيين في سورية من أبناء مدينة معان وحدها إلى 20، إضافة إلى عشرات القتلى من أعضاء التيار، الذين دخلوا الأراضي السورية لقتال نظام الأسد تحت رايتي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وبحسب زعيم السلفيين الجهاديين في جنوبالأردن، محمد الشلبي المعروف ب «أبو سياف»، يصل عدد أعضاء التيار الأردنيين في سورية إلى قرابة ألفي مقاتل، دخل جميعهم إلى هناك بطرق غير مشروعة. إلى ذلك، قال بيان أردني أمس إن «قوات حرس الحدود استقبلت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مائتين وثلاثة وستين لاجئاً سورياً بينهم خمسة جرحى، تم تقديم الإسعافات اللازمة لهم من قبل أطباء الخدمات الطبية الملكية وإخلائهم إلى أقرب مستشفى، فيما قامت القوات المكلفة بنقل باقي اللاجئين إلى مخيمات الإيواء المعدة لاستقبالهم».