أدى حريق اندلع في بنك بالعاصمة المصرية ليل أول من أمس إلى تضرر مكتب الخطوط الجوية العربية السعودية المجاور له، في الوقت الذي كشف مصدر مطلع في السفارة السعودية بالقاهرة عن توفير رحلات طيران إضافية اليوم (الأحد) لإخلاء السعوديين المقيمين في مصر في حال رغبتهم بمغادرة الأراضي المصرية التي تشهد تظاهرات منذ الثلثاء. وأضاف المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن أحداً من الرعايا السعوديين في مصر لم يصب بأذى. وقال: «حتى الآن لم نتلقَ أي بلاغ يفيد بأن أحداً من المواطنين السعوديين أصيب بأذى، وكل المؤشرات تقول إن رعايانا جميعاً بصحة جيدة». ولفت إلى أن تقدير السفارة للوضع في مصر حتى أمس لا يستدعي طلب مغادرة جميع الرعايا، داعياً أي سعودي يرغب في مغادرة الأراضي المصرية إلى التواصل مع السفارة السعودية كي يجري ترتيب مغادرته في الرحلات الإضافية التي خصصتها السفارة لهذا الغرض. من جهته، أكد الناطق باسم الخطوط الجوية العربية السعودية عبدالله الأجهر وقوع حريق في مكتب الخطوط السعودية في القاهرة، لكنه نفى أن يكون «المكتب» مستهدفاً بذاته. وقال ل «الحياة»: «مكتب الخطوط مجاور لأحد البنوك التي استهدفها المحتَّجون بالحرق، لكن الحريق وصل إلى مكتب الخطوط السعودية، وأحدث فيه تلفيات، لكن ليست هناك أي إصابة بشرية في المكتب». ولفت إلى أن رحلات الخطوط السعودية من مصر وإليها مستمرة، مشيراً إلى أن الوضع حتى أمس يسير في شكل طبيعي. وأوضح أن «الخطوط السعودية» التي تسيّر نحو 7 رحلات يومية من مصر وإليها، ستقوم بتعزيزات إضافية في رحلاتها ابتداء من اليوم، وذلك بإضافة طائرات أكثر سِعة لتحتمل 475 راكباً. ودفَع وقف خدمة الإنترنت في مصر وتعثُّر الاتصالات الهاتفية، إلى طلب مسؤولي الملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين من جميع الطلاب السعوديين الذين تمكّنوا من الوصول إليها بأن يشيعُوا خبر توقُّف الدراسة، وضرورة مغادرة الطلاب السعوديين الأراضي المصرية فوراً. وبحسب الطالب السعودي عبدالإله البسي في اتصال هاتفي مع «الحياة» فإن الملحق الثقافي طلب من الطلاب أن يتركوا كل أشغالهم، ويجهزوا حقائب سفرهم فوراً، وأن يجتمعوا في فندق الهيلتون لمغادرة الأراضي المصرية على أي خطوط سيجدون عليها شاغراً، سواء السعودية أو غيرها. وروى مواطنون سعوديون تصادف وجودهم مع الأحداث المصرية كيف تعثرت جداول أعمالهم بسبب الاحتجاجات. وذكر محمد عبدالعزيز المنتدب من عمله أن رحلة عودته المجدولة على أول من أمس (الجمعة) كادت تلغى، إذ فقد الاتصال مع شركة الطيران بسبب انقطاع وسائل الاتصال في مصر لكن شركة الطيران أرسلت سيارة إلى فندق إقامته لتقلَّه إلى المطار، مضيفاً أنه فوجئ بتجمع كثير من الطلاب والمواطنين الذين تأخرت رحلات طيرانهم «لكن رحلتي تأخرت ساعتين فقط عن موعدها المقرر».