لم يعتد المصريون أعمال السلب والنهب التي انتشرت أمس وليلة أول من أمس في أماكن مختلفة عقب انفلات الأمور عن السيطرة وانسحاب قوات الشرطة من الشوارع وخلو مقارها من الضباط. وكاد النهب والسلب أن يطال المتحف المصري القريب من ميدان التحرير في وسط القاهرة الذي شهد ليلة دامية إثر تفجر «بركان الغضب» الذي اشتد وطيسه بعد قرار السلطات أول من أمس فرض حظر للتجول ونزول قوات الجيش إلى الشارع. ورافق انسحاب قوات الشرطة من الشوارع بشكل مفاجئ خروج عصابات لنهب وسلب كل ما تطاله أيديهم، ونجح هؤلاء في دخول المتحف المصري الذي يضم نحو 170 ألف قطعة أثرية فرعونية وأهم مقتنياته مقبرة توت عنخ آمون، بالإضافة إلى مخازن تضم مئات الآلاف من القطع الأثرية الفرعونية. وإثر انتشار أعمال النهب والسلب خرجت مناشدات من مثقفين وكتّاب لتأمين المتحف للحيلولة دون نهبه. ووسط إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في ميدان التحرير خرج بعض الشباب يطلبون مساندة آخرين للتوجه إلى المتحف لحمايته ومنع سلبه، وهو ما تم بالفعل إذ وصل الشباب إلى ساحة المتحف ليجدونها خاوية من أي حراسات، فيما وقف بعض المواطنين أمام المتحف لحمايته. وبالفعل تصدى هؤلاء الشباب لبعض الأشخاص الذين حاولوا اقتحام المتحف وسرقة قطع أثرية وحدث شد وجذب بين الطرفين انتهى بوصول قوات الجيش التي تسلمت المتحف ومعه السارقون والمسروقات. وصباح أمس تجمعت حشود غفيرة من المواطنين حول سور المتحف المصري للتأكد من تأمينه وظل المحتشدون يناشدون قوات الجيش الحفاظ على «تاريخ الأجداد» لئلا تطاله «أيادي الفاسدين». وطالب ضباط الجيش عبر مكبرات الصوت المجتمعين بترك أمر حماية المتحف إلى القوات المسلحة بعدما بات في عهدة الجيش. وأكد ضابط أن قوات الجيش أوقفت «لصوصاً سعوا لسرقة محتويات المتحف». وإزاء إصرار الجماهير، الذين بكى بعضهم، على عدم الانصراف قبل التأكد من عدم سرقة محتويات المتحف اضطر ضابط في الجيش برتبة رائد لاستدعاء مدني من داخل المتحف، قال انه واحد من المواطنين الذين جاؤوا مساء إلى المتحف لتأمينه وأكد للمحتشدين في مكبر للصوت أن قوات الجيش أوقفت بعض اللصوص الذين نفذوا عمليات سرقة في المتحف وأن أياً من مقتنياته لم تخرج منه وتقوم قوات الجيش بتجميعها. وزار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس المتحف أمس لجرد محتوياته والتأكد من عدم سرقة أي منها. وقال ضابط في الجيش برتبة مقدم من الوحدة المسؤولة عن تأمين المتحف في مكبر للصوت إن «القوة المرابطة أمام المتحف أوقفت بعض السارقين كانوا يسعون إلى نهب المتحف وحجزتهم داخل إحدى غرفه لحين التصرف فيهم» وأضاف أن «السارقين كادوا أن يخرجوا من المتحف وبحوزتهم آثار، لولا وصول الجيش في الوقت المناسب»، لكن مواطنين ظلوا يرددون أمام المتحف أن بعض القطع الأثرية سرقت قبل وصول قوات الجيش وأن قطعاً أخرى كُسرت. واصطف الشباب حول سور المتحف متشابكي الأيدي، وهم يرددون: «مد إيدك واحمي بلدك» وأكدوا لضباط الجيش انهم سيساعدون في عملية تأمين المتحف بتشكيل درع بشري يحول دون دخول التظاهرات الحاشدة التي تجمعت أمام المتحف إلى ساحته.