استغنى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن خدمات حزب «الحركة الشعبية الجزائرية» العلماني الحليف، وألغى ترشيح أحد قيادييه لتولي وزارة السياحة. وعيّن بوتفليقة وزيراً من التكنوقراط يُدعى حسان مرموري ويتحدر من منطقة جانت الصحراوية وزيراً للسياحة والصناعات التقليدية بعد شغور دام شهراً ونصف الشهر. وأوضح بيان لرئاسة الجمهورية أن بوتفليقة عيّن مرموري في المنصب بعد استشارة رئيس الحكومة عبد المجيد تبون. وشغل مرموري منصب رئيس لجنة القراءة في معرض الكتاب للعام 2016 وكان مديراً سابقاً للثقافة في ولاية وادي سوف في الجنوب الشرقي، كما شغل سابقاً منصب مدير الديوان الوطني لحظيرة الطاسيلي، وكان آخر منصب تولاه هو مدير الكتاب والمطالعة في وزارة الثقافة منذ تموز (يوليو) 2015. ويقلّص هذا التعيين عدد أحزاب الموالاة المشاركة في الحكومة إلى 3 فقط، هي «جبهة التحرير الوطني»، و «التجمع الوطني الديموقراطي» و «تجمع أمل الجزائر»، فيما تم الاستغناء عن «الحركة الشعبية الجزائرية». وكان بوتفليقة عيّن قبل شهر ونصف الشهر مسعود بن عقون المنتمي إلى الحركة الشعبية الجزائرية وزيراً للسياحة، لكنه أقاله بعد 48 ساعة من تعيينه لأسباب غامضة. وسُرِّب حينها أن الرئاسة غضبت من ترشيح هذا الاسم من الامين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس. واتُهم بن يونس ب «الاستهزاء بمنصب حكومي»، بخاصة بعد تصريحات حاول من خلالها تبرئة ذمته من مسألة التعيين التي لا زالت لم تكشف كل أوراقها على رغم حديث سياسيبن عن «سوابق قضائية» في ملف بن عقون المقال. وتُعتبر «الحركة الشعبية الجزائرية» حزباً وطنياً علمانياً يتحدر زعيمه عمارة بن يونس من منطقة القبائل، وهو قيادي منشق عن «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية»، وشغل سابقاً منصب وزير الصحة ثم عمل وزيراً للتجارة. ويعكس تخلي الرئيس الجزائري عن ورقتي الإسلاميين ثم العلمانيين من الحكومة، عن تغييره لخريطة التحالفات التي بدأها منذ 5 سنوات، إذ لم تعد تشكل قاعدة توسيع دائرة الحكم أولوية، مكتفياً ب3 أحزاب تعلن الولاء الكامل له وتلغي من حساباتها، ظاهرياً على الأقل، فكرة الحديث عن خلافته.