رفضت الصين نزوع الولاياتالمتحدة الى اعتبارها «مسؤولة» عن تسوية ملف كوريا الشمالية، متهمةً دولاً ب «الطعن في الظهر». وقال ناطق باسم الخارجية الصينية: «بالغ أشخاص أخيراً أثناء حديثهم عن المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية، وأعطوا أولوية لما يُطلق عليه نظرية مسؤولية الصين. أعتقد بأن ذلك يُظهر إما غياب معلومات دقيقة وكاملة عن الأمر، وإما أن هناك دوافع خفية لمحاولة نقل المسؤولية». وأضاف: «تبذل الصين جهداً متواصلاً وأدت دوراً بنّاءً، لكن على جميع الأطراف التوصل إلى حلّ وسط. مُطالبة الغير بالعمل، فيما لا يفعل الطالب شيئاً، أمر ليس مقبولاً. وأنْ تطعن في الظهر أمر ليس مقبولاً». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى نفاد صبر من أن بكين، بعلاقاتها الاقتصادية والديبلوماسية الوثيقة مع بيونغيانغ، لا تبذل ما يكفي لكبح الدولة الستالينية. واتخذ هذا الأمر طابعاً ملحاً بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، بعدما أطلقت بيونغيانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، يعتقد خبراء بأن مداه يصل إلى ألاسكا وأجزاء من الساحل الغربي الأميركي. وغضبت الصين من التجارب النووية والصاروخية التي تنفذها كوريا الشمالية، لكنها تحمّل أيضاً الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية مسؤولية تصعيد التوتر، بسبب تنفيذهما مناورات عسكرية متكررة في شبه الجزيرة الكورية، يرى فيها الشمال تدريباً على غزو اراضيه. كما استاءت الصين من نشر الولاياتالمتحدة نظام «ثاد» للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية، مؤكدة انه يهدد أمنها. في السياق ذاته، أعلنت الولاياتالمتحدة أمس أنها اختبرت بنجاح نظام «ثاد» ضد صاروخ باليستي متوسط المدى في المحيط الهادئ، قرب هاواي وألاسكا. ووَرَدَ في بيان أصدرته وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية أن نظام «ثاد» اعترض الهدف قرب كودياك في ألاسكا، وهو صاروخ باليستي أُطلق شمال هاواي. وأضاف: «الأداء الناجح لنظام ثاد في مواجهة صاروخ متوسط المدى، يعزّز القدرات الدفاعية للبلاد في مواجهة التهديد الصاروخي المتنامي في كوريا الشمالية ودول أخرى في العالم، ويساهم في هيكل الردع الاستراتيجي الأوسع نطاقاً». وكانت التجربة مقررة منذ شهور، لكنها اكتسبت أهمية خاصة بعد إطلاق بيونغيانغ صاروخاً عابراً للقارات في الرابع من الشهر الجاري. وقال مسؤولون أميركيون إن التجربة هي الأولى التي يتصدى فيها نظام «ثاد» لمحاكاة هجوم بصاروخ باليستي متوسط المدى. وكان النائب يي وان يونغ، وهو عضو في لجنة الاستخبارات في البرلمان الكوري الجنوبي، أعلن أن أجهزة الاستخبارات في بلاده تعتقد بأن كوريا الشمالية لا تمتلك تكنولوجيا إعادة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، إلى الغلاف الجوي. وتابع أن أجهزة الاستخبارات لم ترصد أيضاً أي نشاطات غير عادية في موقع التجارب النووية لكوريا الشمالية. في نيويورك، قال ديبلوماسيون بارزون لدى الأممالمتحدة إن السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي تسعى الى إجراء تصويت خلال أسابيع في مجلس الأمن، لتشديد العقوبات على بيونغيانغ، بسبب إطلاقها الصاروخ العابر للقارات. وأشاروا الى ان الولاياتالمتحدة سلّمت الصين مسودة قرار لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية. لكن السفير الصيني لدى الأممالمتحدة ليو جي يي دعا الى «التفكير بروية عن أفضل نهج في مجلس الأمن»، معتبراً أن «استصدار قرار بفرض عقوبات ليس هدفاً في حد ذاته».