حظي إدريس الخوري باحتفاءات ثقافية متعددة في المغرب، من بينها ما قام به اتحاد كتاب المغرب، في نهاية عام 2010، في مدينة بني ملال لمناسبة عَقد الدورة الأولى للمهرجان الوطني للقصة المغربية القصيرة، دورة القاص والكاتب ادريس الخوري. هذه الدورة قدمت فيها دراسات وشهادات الكتاب المغاربة: مبارك ربيع، أحمد اللويزي، أحمد بومعيز، أحمد لمسيح، أحمد زنيبر، عمر العسري، حسن بحراوي، وقام بتسيير هذه الجلسة الكاتب مصطفى النحال. أما آخر الاحتفاءات الى الآن فكان في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، حيث تم تقديم كتاب «ابَا دريس، رسوم وحكايات» للفنان المغربي خالد الأشعري. وهب إدريس الخوري ذاته لفن القصة القصيرة، وأعطاها من لحمه ودمه، كما يقال، الشيء الكثير. فهو أحد عشاق بهائها ومن خلالها انغمس في عمق تقلبات الحياة، محاولاً سبر أغوارها ومعرفة خباياها، من دون أن ينسيه هذا الغوص، حرصه على تطوير أدوات عمله وشحذها بما يتناسب مع تصوراته الفنية التي لا يجادل أحد في سعة أفقها على مستجدات المذاهب الحداثية الكبرى، والاستفادة منها بذكاء شديد، ما مكنه من الحفاظ على هويته الفنية وطابعه الشخصي الخاص. من هنا تكون كتابات إدريس الخوري القصصية مطبوعة بطابعه المحلي، فهو يكتب عن أشياء يعرفها حق المعرفة، ويتحدث عن أناس عاشرهم عن قرب، وولج إلى أعماق تفكيرهم، وجال وصال في مدلهمات شخصياتهم. أما عن مغامراته الكتابية الأخرى، فمن الصعب الحديث عنها في شكل مفصل، فهو تابع مختلف حقول الإبداع الأدبي والفني المغربي، وهذه المتابعات الصحافية جعلت منه أحد الساهرين على تطوير الفنون والمساهمين في تسليط الضوء عليها. ترك إدريس الخوري ويترك خلفه ظلالاً متعددة اهتم الوسط الثقافي المغربي بها سواء على مستوى النقد والمتابعة لها أو على مستوى تحويل البعض منها، خصوصاً الجانب القصصي، إلى مسرحيات عرضت على خشبات المسارح المغربية. كما تم نشر مجاميعه القصصية في مجلدين كبيرين صدرا في منشورات وزارة الثقافة المغربية، وما زالت شجرة الكتابة الإبداعية تورق بظلالها الوارفة في حديقة بيته الإبداعي، وما زال الوسط الثقافي المغربي بقرائه الكثيرين ينتظر المزيد من هذه الكتابات في العام الجديد 2011.