أشاد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ببرنامج «10 في 10» الذي كانت الهيئة العامة للاستثمار أطلقته سابقاً، ونجح في وضع المملكة في المرتبة ال11 في مجال تنافسية الاستثمار، مشيراً إلى أهمية البرنامج وحركة التطوير التي تشهدها المملكة في هذا الجانب، ودور الابتكار في ذلك. وقال كلينتون الذي كان يتحدث أمام منتدى التنافسية الدولي الخامس في الرياض أمس: «من المذهل النظر إلى تلك السجلات المشرفة والمميزة من الأداء، لقد تمكنتم من الانتقال من المركز ال21 إلى المركز ال11 في خمس سنوات فقط، وأعتقد أن الابتكار له دور كبير في ذلك ويثير الكثير من التساؤلات». وأعرب الرئيس الأميركي الأسبق عن تقديره لما قامت به السعودية، وللمثال الجيد الذي قدمته للعالم «وأتمنى لكم مستقبلاً زاهراً وبناء مجتمع جديد، ووضع سياسات أفضل لإنتاج الطاقة، وسيشهد العالم النتائج التي أنتم متفردون في مجتمعكم بها، وما تقومون به من إدراج دور أكبر للمرأة السعودية، وأنتم تفرضون دوركم في المجتمع بأساليبكم المميزة». وتطرق كلينتون إلى مشكلة التحولات المناخية في العالم، وقال: «انظروا إلى الآثار التي يعانيها الأستراليون بسبب تلك التحولات المناخية وكيف أثر ذلك في زراعتهم بسبب التغيّرات الكبيرة في المناخ»، مشيراً إلى أن المملكة تسعى إلى شراء أراض لتأمين الغذاء لسكانها، في حين يتوقّع علماء المناخ تغيّر المناخ في أفريقيا خلال السنوات الأربع المقبلة. ووصف كلينتون توجّه دول إلى شراء أراض في دول أخرى بأنه نوع من «عدم المساواة»، وبخاصة مع وجود بلاد ومناطق يقل دخل الفرد فيها عن دولار يومياً، ويتزايد فيها الفقر وعدم التعليم، لافتاً إلى أن عدم المساواة موجود في كل مكان. وأضاف: «انظروا إلى أميركا خلال السنوات العشر الماضية، نعاني من مشكلات قبل الانهيار الاقتصادي والأزمة العالمية، وبعد مغادرتي البيت الأبيض بأربع سنوات لوحظ أن 90 في المئة من الإنتاج القومي ذهب للشركات الكبرى، إذ إنه لم يكن هناك ابتكار، وكان النمو فقط في مجال الإسكان والإنفاق الاستهلاكي والإنترنت، ولم يتم توجيه المال إلى الاقتصاد العام لجعلنا أكثر تنافسية ومبتكرين». واعتبر أن التفكير في الابتكار يتطلب وجود أشياء أساسية، منها توافر الهدف، وكل أمة ومؤسسة ومواطن يجب أن يعمل على بناء الجوانب الإيجابية وخفض الجوانب السلبية، وعلينا التعامل مع التحديات، وتحقيق المساواة، وبناء اقتصاد تتبادل فيه المنافع والأمن وسياسة المسؤولية المشتركة والإحساس بالمجتمع الآخر والاعتراف بالخلافات الجوهرية والقبول بالجوانب المشتركة، وإحياء فكرة أن كل شخص له حق في تحقيق أهدافه وكرامته، وفي الصحة والتعليم والعمل. وحضّ على التفكير في دور الابتكار، وقال إن «الابتكار لدى كثير منا هو القيام بخدمة جيدة أو تطوير منتج قديم»، مشيراً إلى أنه حينما «نخفض كلفة ومدة إنشاء الأعمال في المملكة فذلك نوع من الابتكار، وحينما أعمل في جانب الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة فذلك جيد». وسأل كلينتون محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ: «هل حقق برنامج 10 في 10 ما تصبون إليه منذ إطلاقه حتى الآن من بناء مدن اقتصادية كبيرة وسياسات جديدة وتبني سياسات في مجال الطاقة واعتبار أن الميزة التنافسية لا تهدد إذا استخدم العالم طاقة شمسية أو كهربائية والتي قد تكون أقل كلفة في استخراج النفط من الأرض؟». وتابع: «عند النظر إلى كل تلك الابتكارات وإنشاء مجتمع يعمل فيه الرجال والنساء والحصول على التعليم وتحقيق ما تصبون إليه والاعتراف بأكثر الشركات نمواً في المملكة، ونرى سيدة تقف بين الرجال وتحقق طموحاتها، فإن هذا يحدث فرقاً كبيراً ويقلل الكلفة والوقت في إنشاء الأعمال والنشاطات التجارية». ولفت إلى أنه في الدول النامية توجد تحديات مختلفة ناتجة من الفقر وحاجات التنمية، والكثير من الأطفال في هايتي لا يحصلون على فرص للتعليم والرعاية الصحية وليس لديهم برنامج 10 في 10 مثلما هو موجود في السعودية، مشيراً إلى أنهم في أميركا عملوا على تحسين نظامهم الصحي والتعليمي والمالي لإيصال أميركا إلى مكانة مؤثرة في العالم في المستقبل. وأوضح أنه حينما قررت المملكة تنفيذ برنامج «10 في 10» كانت فرصة للتعبير عن الرغبة في التوجّه بالدولة إلى نقطة مميزة مستقبلاً، من خلال الاعتماد على قدراتها والدخول في سباق مستقبلي، فالصينيون عندما يكون اقتصادهم عالياً فعليك أن تقوم بإنشاء مؤسسات لهؤلاء وإدخال الرفاهية واستمرار تقدمك الاقتصادي. وأعرب كلينتون عن اعتقاده بأنه من المهم إدراك الآثار السيئة للاستثمار القذر للتقنية والابتكار وتوظيف هذه التقنيات في تدمير العالم، مشدداً على أهمية التأمل في مسألة الابتكار وما إذا كانت هذه الابتكارات تحقق رفاهية للمجمع الإنساني أم لا. هل تقدم جديداً لزيادة الإنتاج بأقل التكاليف؟ هذا هو السؤال المهم والهدف الأسمى من أي ابتكار. ولفت إلى أنه كان في دبي، وكانت هناك 22 دولة في المنطقة تواجه مشكلات في الجانب الصحي، والجانب الخطير هو أن 25 في المئة من السعوديين مصابون بمرض السكري، وهنا يجب على المملكة أن تبذل جهوداً لتخفيف تلك النسبة، إذ إن ذلك سيؤثر في نمو المنطقة مستقبلاً، وهناك حاجة لإنفاق المزيد للعناية بهذا الجانب، ويجب أن ندرس أسباب زيادة السكري، والقيام بما يجب لإصلاح ذلك الوضع لتفادي الآثار السلبية المستقبلية لهذه المشكلة، لأن ذلك قادر على التأثير في مستقبل الممملكة، والابتكار له دور كبير في حل المشكلات».