هنأ رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بالتكليف، معلناً «أننا وإياه على موعد (اليوم) ونتحدث». وأشاد بتعاطي القوى الأمنية مع التحركات الاحتجاجية، وقال: «في كل الاعتداءات التي تعرضت لها القوى المسلحة لم تستعمل الرصاص، لتنهي المشكلة بكل انضباط ورباطة جأش وضبط للنفس. نحن فخورون بهم ونهنئهم». وطالب عون في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل أمس، الهيئة العليا للإغاثة بالتعويض على المتضررين من التحركات. كما استنكر «الاعتداء على الإعلاميين، وندينه. وآن لهم أن يفهموا أن الكاميرا لا تصور إلا ما يفعلونه، واذا كانوا يخجلون من تصوير ما يفعلونه، فلماذا يفعلونه؟». ورأى أن «القصة ما زالت نفسها، الأحداث التي وقعت اليوم هي بين منطقين، منطق 5 شباط (فبراير) 2006 ومنطق 6 شباط 2006. منطق يريد أن يحرق المدينة، ومنطقة يريد أن يعمرها. منطق يريد سياسة التصادم، وآخر يريد سياسة الانفتاح والوفاق. لكن ما لا أفهمه، هو أننا نتواجه مع منطقين في الوقت نفسه لخصومنا السياسيين. هم يريدون أن يحصلوا على ما يطلبون سواء كانت القصة تخصنا أم تخصهم. ألغوا مفهوم الأكثرية والأقلية. بحجة الوفاق الوطني يمكنهم أن يلغوا الرئيس الاقوى ولو كان المسيحيون يريدونه. هنا يلجأون الى لغة العدد، مع ان رئيس الجمهورية المسيحي اقرب الى الرمز منه الى السلطة، بينما رئيس الحكومة هو الوحيد الذي يجب أن يكون عليه توافق وطني، لأن كل السلطات بيده، وفي كل مرة يتجاوزها ويستعملها فئوياً بحسب التجربة الاخيرة التي عشناها. علينا أن نعرف اين مركز السلطة الذي يحتاج الى توافق، وليس الرموز التي لا سلطة بيدها. لكن يبدو أنه كلما زادت أخطاء المرء، زادت وقاحته. يمكنه أن يكذب ويقول ان الحقيقة هنا، ثم في حالة مشابهة يعود ليقول ان الحقيقة هناك. هكذا صار في انتخاب رئاسة الجمهورية، وهكذا صار في الحكومة الاولى التي تألفت بعد 2005». وذكّر عون ب «معركة أنا أو لا أحد، مع اننا لم نقل مرة انا او لا احد، وكان لنا عزوف عن السلطة، ولم نتظاهر او نصرخ أو نبكي، ولم ننظم موكباً في بكركي لندعو فيه مرشحين الى الانسحاب خشية الفتنة»، وأسف لصدور «بيان عن دار الفتوى يطلبون فيه من الرئيس ميقاتي الانسحاب وإلا تقع فتنة. هذا يعني إما الحريري او الفتنة، وهذا ليس منطقاً ديموقراطياً ولا تعايشاً سلمياً». وعن تحذير وزيرة الخارجية الاميركية بقطع المساعدات عن لبنان وفرض عقوبات على الحكومة في حال ترأس الحكومة أحد غير الحريري، قال: «فليأخذوه اليهم، عسى ان ينشل اميركا من أزمتها المالية»، معلناً أن قوى 8 آذار ستعطي الفريق الآخر «عشرة (وزراء) زائداً واحداً» في الحكومة الجديدة. ورأى أن الربط بين المحكمة والحكومة الجديدة فيه «تبسيط للأمور، ليس هناك شيء اسمه محكمة فقط، بل هناك تراكم أخطاء جسيمة. وليس كل خطأ جسيم يسقط الحكومة. كلنا نذكر الحرب، والخط السياسي منذ 2005 واستعمال الشهادة في الانتخابات النيابية، وعدم الأخذ بالاعتبار خروج الشيعة من السلطة، وال69 قانوناً فيها تجاوزات، والمحكمة غير الدستورية، إضافة الى المخالفات، هذه كلها تراكمت، وبخاصة قصة الموازنة والاكتشافات الثمينة التي اكتشفناها فيها وكانت الضربة القاضية. المحكمة واحدة من هذه الاسباب. لذلك المحكمة يمكن أن نعالجها، وأعتقد أن اكثرية شعبية ساحقة صارت ضد المحكمة». واذا كانت الحكومة الجديدة ستوقف عمل المحكمة، رد عون: «سيتوقف لوحده». وعما اذا سيقبل ميقاتي أن توقف كل ارتباطات لبنان مع المحكمة، قال عون: «اعتقد أن القصة ليست مستعجلة، المحاكمة في ايلول (سبتمبر) وحتى ذلك الحين الله بيفرجها». ونفى أن يكون لبنان على ابواب فتنة «لأن الفتنة تحتاج الى طرفين، ونحن ضد الفتنة، لا نريد أن نقاتل. هل رأيت اننا نزلنا الى الشارع؟». وقال: «ايام المرحوم الرئيس الحريري الذي خرب الدنيا وقتها كان (الرئيس الفرنسي جاك) شيراك. صارت فرنسا كلها شيراك ولبنان كله صار رفيق الحريري. وصارت العلاقة بين شخصين واختصرت دولتين وشعبين. وانظر إلى اين وصلت العلاقة، خربت الدنيا».