شهدت مدينة عدن، العاصمة الموقتة لليمن أمس، تظاهرتين حاشدتين في ظل إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة، نظم الأولى أنصار «المجلس الانتقالي الجنوبي» المناوئ للرئيس عبد ربه منصور هادي في حي المعلا، فيما نظمت التظاهرة الثانية فصائل «الحراك الجنوبي» المناوئة ل «المجلس الانتقالي»، ودعا المتظاهرون في الفعاليتين إلى استعادة دولة الجنوب والانفصال عن حكومة الوحدة. وأعلن عيدروس الزبيدي زعيم «المجلس الانتقالي» ومحافظ عدن المقال، حظر نشاط حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وهو أحد أكبر الأحزاب اليمنية الموالية للشرعية، وتضمن بيان «المجلس» حظراً لنشاط جماعات أخرى، بينها تنظيما «القاعدة» و «داعش» وجماعة الحوثي. وكان لافتاً لحاضري مهرجان «المجلس الانتقالي» ومتابعيه ما قاله خطيب الجمعة الشيخ محمد رمزو، أن من يخالف «المجلس» خائن، وتأكيده أن «المجلس الانتقالي» سيمثل الجنوب داخلياً وخارجياً. وأضاف: «نقول لإخوتنا الجنوبيين الذين خانونا: عودوا إلى صفنا». ودعا رمزو من يريد وحدةً أو أقاليم أو فيدرالية للذهاب إلى صنعاء، مشدداً على أن ما تم النضال من أجله في الجنوب هو الحرية والاستقلال. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر سلسلة قرارات قضت بإقالة أربعة محافظين ينتمون إلى «المجلس الجنوبي» وتعيين موالين للشرعية بدلاً منهم، وهم محافظو عدن وحضرموت وشبوة وجزيرة سقطرى. وفي مشهد لافت في مهرجان «المجلس الجنوبي»، ألقى الزبيدي خطابه من خلف حاجز زجاجي مضاد للرصاص، في مشهد غير معهود في الجنوب من قبل، داعياً الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي إلى التفاعل الإيجابي مع ما تحقق في الجنوب من تحول سياسي تشكلت بموجبه قيادة سياسية «حاملة أهدافَ شعب الجنوب»، وفق قوله. ميدانياً، كثفت مقاتلات التحالف العربي أمس، غاراتها الجوية على مواقع ميليشيات علي صالح والحوثيين الانقلابية وتجمعاتها وآلياتها في صنعاء، فيما اشتدت المعارك في مديرية نهم، البوابة الشرقية للعاصمة. وذكر مراسل موقع «سبتمبر نت» في صنعاء، أن عدداً من الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف استهدفت آليات ومخازن أسلحة للميليشيات في معسكر الحفا شرق العاصمة. وتزامنت الغارات مع أخرى قصفت مقر الفرقة الأولى مدرع. كما استهدفت غارات أخرى مواقع وتجمعات للميليشيات في جبل القتب، ومنطقتي بني بارق والمدفون في جبهة نهم. من جهة أخرى، لقي 15 من عناصر الميليشيات الانقلابية مصرعهم وجرح آخرون، في غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع ومعسكرات تدريبية للميليشيات في محافظتي تعز وذمار. وأكدت مصادر عسكرية في تعز لموقع «سبتمبر نت» الذي ينقل أخبار الجيش اليمني، أن مقاتلات التحالف شنت أول من أمس (الخميس)، 17 غارة على مواقع الميليشيات في مديريتي الوازعية ومقبنة. ووفق مصادر ميدانية، استهدفت أربع غارات لمقاتلات التحالف مواقع تمركز الميليشيات الانقلابية في مفرق وخط الوازعية جنوب غربي تعز، ما أسفر عن مقتل سبعة من عناصرها وإصابة تسعة آخرين، في حين دمرت هذه الغارات ثلاث عربات عسكرية. كما استهدفت غارات مقاتلات التحالف العربي مخزناً للأسلحة في مديرية البرح. وقال شهود عيان إن انفجارات عنيفة نتجت من استهداف هذا المخزن. إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات مكثفة استهدفت مقار ومعسكرات جديدة للتجنيد تابعة للميليشيات الانقلابية في ذمار جنوبصنعاء. وذكرت مصادر في ذمار أن 10 غارات استهدفت مواقع ومعسكرات مستحدثة للميليشيات في منطقة قاع الحقل بمديرية ضوران آنس. وأدت هذه الغارات إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى في صفوف الميليشيات، وتدمير وإعطاب آليات عسكرية.