«الحياة هامبورغ - أ ب - قال ثلاثة مسؤولين أميركيين أمس، خلال القمة التي جمعت الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن «الولاياتالمتحدةوروسيا توصلتا إلى اتفاق على وقف النار في جنوب غربي سورية». وأكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف نبأ الاتفاق وقال «أنه تم خلال القمة». في حين أكد وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أن واشنطن «لا ترى دوراً طويل الأمد لعائلة الأسد في سورية». وأكدت وكالة «الأنباء الأردنية» أن «وقف النار سيبدأ اعتباراً من ظهر غدٍ الأحد بتوقيت دمشق. وسيبعد الاتفاق الميليشيات التي تدعمها إيران من المنطقة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين الثلاثة إن «الأردن وإسرائيل جزء من اتفاق وقف النار هذا». وللدولتين حدود مشتركة مع سورية، وهما قلقتان من امتداد آثار القتال في سورية عبر تلك الحدود. واتفاق وقف النار الجديد منفصل عن «مناطق خفض التوتر» في سورية، التي تسعى روسيا وتركيا وإيران إلى تحقيقها، علماً أن الولاياتالمتحدة لم تشارك في المحادثات المتصلة بتلك المناطق التي أخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق في شأنها خلال اجتماعاتها الأخيرة في العاصمة الكازاخية آستانة في الرابع والخامس من الشهر الجاري. وتبادلت الدول الثلاث المعنية الاتهامات في شأن أسباب الإخفاق، خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة خفض التوتر في محافظة إدلب. ويمثل الاتفاق الأميركي- الروسي على وقف النار، الذي أقر خلال القمة الأميركية- الروسية، مستوى جديداً من الجهود الأميركية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية. وعلى رغم أن الولاياتالمتحدةوروسيا تدعمان أطرافاً مختلفة في سورية، إذ تدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تدعم الولاياتالمتحدة فصائل معارضة أبرزها «قوات سورية الديموقراطية»، إلا أن الدولتين تسعيان إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش». وكانت مصادر أميركية في واشنطن أكدت ل «الحياة» أن اتفاقاً روسياً- أميركياً في شأن سورية «بات ناجزاً» ويتضمن تفاصيل أمنية وعسكرية وسياسية تتعلق بتقاسم النفوذ وأمن الحدود، وهو مبني على ركيزتين، الأولى أنه يُبقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة والثانية أنه يبعد إيران من المناطق الحدودية ويشمل العمل مع موسكو لإنشاء مناطق آمنة. وأضافت المصادر أن هزيمة تنظيم «داعش» تشكل الأولوية القصوى لواشنطن وأن التعاون مع روسيا يهدف إلى «توزيع النفوذ في مناطق سيطرة داعش بعد هزيمته». ميدانياً، استمر القتال أمس في الرقة، حيث تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» وقوات عملية «غضب الفرات» من تحقيق تقدم شرق قرية رطلة. وإذا استطاعت هذه القوات السيطرة على القرية، فإن ذلك يتيح لها التقدم إلى منطقة العكيرشي التي كانت تضم معسكراً لتدريب عناصر تنظيم «داعش»، والمعروف باسم «معسكر الشيخ أسامة بن لادن»، والتي شهدت في النصف الثاني من 2015 تنفيذ تنظيم «داعش» أكبر عملية إعدام جماعي بحق أكثر من 200 من عناصره الشيشان ومن جنسيات وسط آسيوية. واستمرت أمس، الاشتباكات على محاور في المدينة القديمة وأطراف حي هشام بن عبدالملك ومحيط سوق الهال وحي البريد في شرق المدينة وغربها، بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، وترافقت الاشتباكات مع قصف لطائرات التحالف الدولي وضربات استهدفت مناطق سيطرة التنظيم فيها. وتواصلت المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين تنظيم «داعش» في محور جباب حمد ومحاور أخرى في ريف حمص الشرقي. ووردت أنباء عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، وسط معلومات مؤكدة عن تقدم القوات النظامية في مواقع عدة. وتمكنت القوات النظامية أول من أمس، من تحقيق تقدم بلغ نحو 10 كيلومترات في اتجاه مدينة السخنة، ما جعل هذه القوات على مسافة نحو 15 كيلومتراً من المدينة الاستراتيجية التي تعد بوابة جديدة لدخول محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم «داعش» على غالبيتها. ووجهت القوات النظامية والطائرات الحربية قصفاً مكثفاً بالقذائف والصواريخ على مواقع «داعش» في المنطقة، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية مؤكدة في صفوف عناصر التنظيم. وتجدد الاقتتال أمس بين «هيئة تحرير الشام» و «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عناصر «هيئة تحرير الشام» تمكنت من التقدم على حساب «جيش الإسلام».