قصفت القوات النظامية السورية مناطق في حي برزة الدمشقي بعد استكمال تهجير الدفعة الثانية من معارضين وعائلاتهم إلى ريف إدلب، في وقت يصل مبعوث دولي إلى العاصمة السورية اليوم لإقناعها بالمشاركة في مفاوضات جنيف الثلثاء المقبل، بعد إعلان الرئيس بشار الأسد أن هذه المفاوضات «غير مجدية» وأن قواته ستواصل القتال. في الوقت ذاته، أعلن «حزب الله» أمس، أنه سلم الجيش اللبناني مواقع قرب حدود لبنان. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية «فتحت نيران قناصتها على مناطق في منطقة الجناين في حي برزة على أطراف العاصمة»، لافتاً إلى أن «آخر الحافلات خرجت من الحي واستكملت عملية تهجير تم فيها تهجير حوالى 700 شخص من مقاتلين وعائلاتهم ومدنيين إلى إدلب في الشمال السوري، وبين المهجرين في هذه الدفعة حوالى 150 عنصراً معارضاً». وأشار إلى أن «حافلات تحركت من حي تشرين وعلى متنها مسلحون وعائلاتهم ومدنيون راغبون بالخروج من الحي، حيث سترافق قافلة برزة إلى وجهتها»، على أن تستكمل «عملية إفراغ الجزء الخارج عن سيطرة دمشق من حي تشرين بعد اتفاق جرى بين السلطات والقائمين على الحي، وسط تكتم شديد من قبل طرفي الاتفاق على بنود الاتفاق وتفاصيله». وأعلن «الإعلام الحربي» ل «حزب الله» أن الحزب «سلّم الجيش اللبناني المواقع العسكرية الواقعة غرب بلدة الطفيل وجرود بريتال وحام ومعربون في السلسلة الشرقيةللبنان» على حدود سورية، مرفقاً هذا الخبر بخريطة توضح طول المنطقة الحدودية من جرود عرسال فليطة وحتى معبر الجديدة والبالغة 113 كلم. وأعلنت قيادة «حزب الله» أول من أمس، أنه لم يعد من مبرر لوجود الحزب في مواقعه على الجانب اللبناني بعد إخلاء المعارضة كل مواقعها الحدودية باستثناء جيب محدود يتقاسمه «داعش» و «جبهة النصرة» قرب عرسال اللبنانية ويمتد عبر جانبي الحدود. وتحدث «الإعلام الحربي»، عن أن مدفعية الجيش اللبناني قصفت «في شكل عنيف ومركّز مواقع ونقاط مسلحي داعش في جرود رأس بعلبك شرق لبنان». على صعيد آخر، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية أنها ستبدأ قريباً هجوماً لاستعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم «داعش»، وتوقعت أن يمدها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بأسلحة، من بينها عربات مدرعة من أجل الهجوم. ورفض عبدالقادر هفيدلي القيادي ب «قوات سورية الديموقراطية» تحديد موعد انطلاق الحملة على الرقة، وقال: «ستكون في الفترة المقبلة القصيرة. لا أستطيع التحديد بالضبط على ما أعتقد في بداية الصيف سيتم اقتحام المدينة». وكان يتحدث في مؤتمر صحافي من مدينة الطبقة التي استعادتها «قوات سورية الديموقراطية» في الآونة الأخيرة من «داعش» بعد قتال دام أسابيع. سياسياً، يصل نائب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا السفير رمزي عز الدين رمزي إلى دمشق اليوم لإقناعها بالمشاركة في مفاوضات جنيف بين 16 و19 الشهر الجاري. وكان الأسد تعهد في مقابلة مع قناة «أو أن تي» التلفزيونية في روسيا البيضاء أذيعت الخميس، الدفاع عن مناطق خفض التصعيد التي توسطت فيها روسيا وأن يسحق بدعم من إيران و «حزب الله» أولئك الذين يخرقونها، لافتاً إلى أن مفاوضات جنيف «غير مجدية». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تجري اتصالات مع عدد من البلدان لإقناعها بإرسال مراقبين إلى مناطق تخفيف التصعيد في سورية. وأعرب عن ترحيب موسكو بمشاركة أميركية في عمليات المراقبة مشترطاً موافقة الحكومة السورية. وقال لافروف خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لمجلس منطقة القطب الشمالي في مدينة فاربانكس في ولاية ألاسكا الأميركية أمس، إن روسيا تنوي الدعوة إلى اجتماع على مستوى الخبراء للبلدان الضامنة وقف النار في سورية، مرجحاً أن يعقد الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين وأن يكون مخصصاً لدراسة «تفاصيل محددة لعمل مناطق تخفيف التصعيد في سورية».