بعد ساعات من انتهاء اجتماع فيينا، الذي عقد أول من أمس، بمشاركة 17 دولة، لبحث الأزمة السورية، قال وزير الخارجية عادل الجبير، إن على روسيا وإيران الاتفاق على موعد وسبل مغادرة بشار الأسد، والاتفاق على سحب كل القوات الأجنبية من سورية. وأضاف في تصريحات إعلامية، أمس "أهم نقاط الخلاف هي موعد ووسيلة رحيل الأسد، وموعد ووسيلة انسحاب القوات الأجنبية، وبالذات القوات الإيرانية"، مشيرا إلى أنه بدون حل هاتين النقطتين فلن يكون هناك أي اتفاق حول الشأن السوري والعملية السياسية، مؤكدا أن المملكة كانت واضحة حول هذه القضايا. وكان الجبير قد أكد في وقت سابق أن الحل السياسي للأزمة ينطلق من مقررات جنيف1، وأنه لا دور للأسد في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن أمام بشار الأسد خيار التنحي عن طريق عملية سياسية، أو الهزيمة في ميدان القتال. مناقشات صريحة من جانبه، أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان له أمس، بإخفاق المشاركين في اجتماع فيينا الثاني في التوصل إلى اتفاق حول إيجاد حل سياسي، واصفا المناقشات التي جرت بأنها كانت "صريحة وبناءة، وتناولت القضايا الرئيسة، مع أن خلافات كبيرة لا تزال قائمة". فيما وصف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، في بيان أمس، اجتماع فيينا بأنه "خطوة إيجابية في الطريق الصحيح لحل الأزمة". تحذير روسيا في الأثناء، قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، إن تدخل روسيا في الصراع السوري سيعود عليها بعواقب غير متوقعة، تجرها إلى مستنقع، وتنفر منها المسلمين في أنحاء المنطقة. وأضاف "المستنقع سوف يتسع ويزداد عمقا، وسيجر روسيا إليه بشكل أكبر. وسينظر إليها على أنها داعمة للأسد وحزب الله وإيران، وهذا سيؤدي إلى تنفير ملايين السنة في سورية والمنطقة، وفي روسيا نفسها". بدوره، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة، "مر شهر منذ الاحتلال الروسي، قتل فيه أكثر من 1400 شخص، جميعهم مدنيون في مناطق خارج نطاق سيطرة تنظيم داعش". على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن قرار الرئيس باراك أوباما بإرسال 50 عنصرا من القوات الخاصة في شمال سورية للمساعدة في جهود التحالف للتصدي لتنظيم داعش، يركز تماما على قتال التنظيم، وليس دليلا على دخول الولاياتالمتحدة الحرب الأهلية السورية. ميدانيا، بدأت "قوات سورية الديموقراطية"، التي تضم مقاتلين عربا وأكرادا والمدعومة من الولاياتالمتحدة، أول من أمس، عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في ريف الحسكة الجنوبي، وفق ما ذكر متحدث باسمها أمس. وقال المتحدث باسم لواء "بركان الفرات" المنضوية في إطار هذه القوات، شرفان درويش، إن هذه أول عملية لهم، وتستهدف مناطق في ريف الحسكة مثل الشدادي والهول، مضيفا "كل جبهاتنا مفتوحة، طالما هناك مكان يوجد فيه داعش سنستمر في القتال".