تابعت بطولة أمم آسيا المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة هذه الأيام، وخرجت من أزمة سقوط منتخبنا الأول ومغادرته قبل مغادرة ضيف الشرف المنتخب الهندي، وتوقفت في هذه البطولة على جوانب عدة، لعل أجمل ما فيها وصول القطريين لمواصفات التنظيم العالمي قبل حلول مونديال 2022 ب10 سنوات، وما لفت نظري هو اقتحام البنت الخليجية للساحة الرياضية من الأبواب والنوافذ كافة ومن كل الاتجاهات الأصلية والفرعية. «بنات الخليج» يسابقن الزمن للمساواة مع مثيلاتهن في الدول الأخرى وهذا من حقهن، ولكن مجال الرياضة الميداني وعلى مسؤوليتي لا يناسبهن لا شكلاً ولا مضموناً، بل هو ثوب فضفاض لا يليق بهن إذا كان بمواصفات البنات اللائي اقتحمن الساحة في الدوحة بالذات. ظروف الملاعب وظروف الرياضة تحرج الفتاة الخليجية، وقد شاهدت «بنات الخليج» على الطبيعة فعند هطول الأمطار تبتل الأطراف وتختلط ألوان المساحيق، فتحيل الخطوط والتجاعيد الباكرة إلى ما يشبه ألوان «قوس قزح»، هذا إذا نزلت الميدان، أما إذا دخلت وفي المناطق المغلقة وتعرضت للاحتباس الحراري فحدث ولا حرج، حيث تتحول الأزمة إلى لوحة سريالية صاخبة يصعب حينها فرز الألوان، وبين رشات مطر الملاعب والاحتباس الحراري في القاعات المغلقة تتوه الهوية وتضيع معالم الطريق. الفتاة الخليجية نجحت في المجالات كافة واختصرت الطريق في كل مهنة تقريباً، وسجلت حضوراً رائعاً في أدائها العملي الدقيق، ولكن الميدان الرياضي يضعها تحت ضغط رشات المطر من جهة وضغط الاحتباس الحراري من جهة أخرى، وبالتالي فالوضع لا يشجع على الاستمرار في هذا المجال بالذات، وشاهدت عن قرب مواقف لبعض «بنات الخليج» تدعو للتأمل كثيراً والتندر قليلاً. شاهدت صحافية يابانية تقدم عملاً ميدانياً عالي الجودة، تملك معلومات دقيقة عن المنتخبات كافة، بل إن لديها معلومات عن اللاعبين السعوديين أكثر من بعض الصحافيين السعوديين «المعزومين من ضمن المعازيم»، ميزة هذه الصحافية خلو وجهها من المساحيق وتحملها كل الظروف، وهذا هو الفرق بينها وبين «أهل قوس قزح وأهل ملابس المناسبات». الصحافية اليابانية تتنقل هنا وهناك، وهي تجيد ثلاث لغات وتتسلح بالمعلومات الدقيقة، بينما الفتاة الخليجية تريد اقتحام الميدان الصحافي بحقيبة مليئة بعلب المساحيق، وإذا تورطت عادت للبرقع لعله يخفي ألوان «قوس قزح». لا نطالب الفتاة الخليجية بالتقوقع في المنزل، فهذا الفكر يعيدنا للوراء 200 عام، ولا ندعو لوضع العربة أمام حصان «بنات الخليج»، وإنما ندعو للتدقيق في تحديد الاتجاهات وترك «ما يريبك إلى ما لا يريبك»، والرزق على الله. [email protected]