أكدت القوات العراقية كسر أشد دفاعات «داعش» تحصيناً في الموصل القديمة، وأنها توغلت للسيطرة على آخر معاقله المطلة على نهر دجلة، فيما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» صدها أوسع هجوم للتنظيم عند الحدود العراقية - السورية. (للمزيد) وتخوض قوات من جهاز مكافحة الإرهاب معارك ضارية للسيطرة على ما تبقى من جيوب «داعش» في حي الميدان للوصول إلى محلة القليعات المطلة على ضفة دجلة، في موازاة تقدم الجيش من الجهة الشمالية عند محلة الشهوان والطوالب ومنطقة رأس الكور، بينما توشك الشرطة الاتحادية على إنجاز مهمتها والقضاء على آخر الجيوب من الجهة الجنوبية عند الأسواق القديمة وشارعي النجيفي وخالد بن الوليد ومحلتي باب السراي وباب الجسر. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي أمس، إن «الإرهابيين محاصرون ولا مفر أمامهم، ونقترب من السيطرة على حي الميدان، والتقدم يسير بحذر للمحافظة على حياة المدنيين وإنقاذهم»، وأضاف أن «المعركة على وشك أن تنتهي». وأكدت «خلية الإعلام الحربي» أن «فرقة المشاة السادسة عشرة نجحت في كسر أقوى حاجز دفاعي للإرهابيين يتحصن فيه مسلحون أجانب في منطقة الخاتونية ورأس الخور وقتلت 67 إرهابياً من مختلف الجنسيات، ودمرت أكداساً كبيرة، فضلاً عن تفجير عربتين مفخختين تحت السيطرة في منطقة الشهواني، وتم رفع أكثر من 72 عبوة كبيرة الحجم كانت مزروعة لعرقلة تقدم القطعات»، مشيرة إلى «إجلاء 961 مدنياً بعد فتح ممرات آمنة في منطقة رأس الكور والخاتونية والطوالب والأعداد في تزايد». إلى ذلك، أعلنت قوات الرد السريع أنها «حررت منطقة خانات باب الطوب والمجلس البلدي جنوبالمدينة القديمة»، وأفاد مصدر أمني بأن «قائد الكتائب الخاصة في داعش لقي حتفه في المعارك». ووجهت فرق الإنقاذ المكونة من متطوعين نداءات تطلب «الدعم والمساندة نتيجة كثرة أعداد النازحين الفارين من مناطق القتال ولإنقاذ الذين ما زالوا تحت الأنقاض في ظل غياب الدعم الحكومي المطلوب وهو ليس على مستوى حجم الكارثة»، كما دعت المستشفيات «المدنيين من الأصحاء إلى التبرع بالدم». وأفادت «خلية شباب نينوى» بأنها ب «التنسيق مع القوات تمكنت من إنقاذ 22 مدنياً من تحت الأنقاض في منطقة النبي جرجيس»، في وقت ذكرت مصادر محلية أن «قصفاً جوياً طاول منازل يستخدمها داعش عند ضفة النهر شرق المدينة القديمة، فضلاً عن أهداف أخرى في نطاق المواجهات»، مشيرة إلى أن «القوات المشتركة قتلت عدداً من عناصر التنظيم أثناء محاولتهم الفرار عبر النهر إلى حي الجوسق المحرر، وتم قتل انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً، وعنصر آخر اثناء عبوره النهر إلى منطقة يارمجة المحررة في الساحل الأيسر للمدينة». وأكدت «خلية الإعلام الحربي» في بيان منفصل «اعتقال إرهابي يشغل منصب ما يسمى المدير العام لدى داعش، وآخر يتولى منصب مسؤول التفخيخ أثناء هروبهما من منطقة حي اليرموك المحرر باتجاه ناحية القيارة، جنوب الموصل». إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن أن «الشرطة في نينوى ألقت القبض على ثمانية عناصر من عصابات داعش، خلال حملة تفتيش في منطقة حي سومر المحرر في الجانب الشرقي». من جهة أخرى، أعلن قائد كتائب «سيد الشهداء» المنضوية في قوات «الحشد الشعبي» أبو آلاء الولائي في بيان «صد هجوم لداعش هو الأعنف من ثلاثة محاور باتجاه منطقة تل صفوك، غرب نينوى قرب الحدود العراقية- السورية، استخدم فيه التنظيم أكثر من 40 دراجة نارية، فضلاً عن 350 انغماسياً وست عربات مفخخة»، وشدد على أن «الإرهابيين كانوا يحاولون كسر الطوق المفروض عليهم عند الحدود باستخدام هذا العدد الكبير من الانغماسيين والدبابات». أفاد تلفزيون «السومرية» أن رئيس الوزراء حيدر العبادي هاجم المطالبين بحل «الحشد الشعبي» وجدد تأكيده أن هذه القوات «جزء من المنظومة الأمنية الرسمية» مشيداً بتضحياتها في مواجهة الإرهاب. وأضاف أن دخول الأراضي السورية «ليس وارداً».