أطلق شخص هندي موقعاً على الإنترنت يستغل عاطفة المسلمين وحبهم لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ليقوموا بالدخول للموقع والتصويت لأفضل شخصية عالمية، إذ ادعى ضمن رسائله التي أطلقها عبر البريد الإلكتروني، أن الموقع يدير تصويتاً عالمياً ستنشر نتائجه في القنوات التلفزيونية يوم 11/1/2011، وتستند المسابقة على طلب التصويت لأفضل رجل في التاريخ، والتصفيات النهائية بين 10 شخصيات، منهم النبي صلى الله عليه وسلم، ورقم التصويت له هو 8. وبتقصي الموقع من أحد الشباب المبدعين على الإنترنت، واسمه كما وردني في رسالة إلكترونية من موقع «مصدر» ماهر سقا، استطاع اكتشاف أن الموقع يعود لهندي اسمه حمزة علي يعمل في المملكة، وقد ملئ بإعلانات «غوغل أدسينس»، ووضع إعلان تصويت مسابقة أفضل رجل في التاريخ «لجذب المسلمين لدخول الموقع وزيادة أرباحه». «غوغل أدسينس» برنامج مجاني يتيح للناشرين عبر الإنترنت إمكان تحقيق عائد عن طريق عرض إعلانات عبر الإنترنت، وهو وسيلة سريعة وسهلة تمكّن الناشرين على الويب، مهما اختلفت أحجامهم من عرض الإعلانات على صفحات المحتوى في موقعهم، وكذلك من كسب المال، ويمكّن البرنامج الناشرين من كسب المال، وهو يجمع بين إعلانات «الدفع بالنقرة» و«الدفع بالظهور»، ما يعني أنه يُدفع لك المال في مقابل النقرات المشروعة على الإعلانات في موقعك، وكذلك على ظهورها في صفحات المحتوى لديك. وأسهمت رسائل «انشر تؤجر» في أن جعلت موقع حمزة علي يعج بالزوار من العالم الإسلامي الراغبين في الأجر، وهنا أعتقد أنهم حصلوا عليه، لأن الأعمال بالنيات ونيتهم جميلة، على رغم تحفظي على فكرة التصويت بوجود النبي، فهو سيد الخلق بلا منازع، المصطفى من رب العالمين، ولا أظن أن تصويتاً إلكترونياً حقيقياً، فما بالكم بزائف، جدير بحماستنا ومشاركتنا لتأكيد ما هو واقع. رسائل «انشر تؤجر» انتشرت في الآونة الأخيرة بين مستخدمي الإنترنت من المسلمين، ما جعل البعض يستغلونها لتحقيق مكاسب شخصية أو دس أحاديث موضوعة أو أدعية ليس لها أصل والتلبيس على المسلمين. شخصياً لا أخفي إعجابي بحمزة، فهو استغل تقنية مجانية، وكسب المال، من دون أن يأخذ من مال أحد آخر، أي أنه بعبارة أخرى استثمار في معرفته بالتقنية، والتحفظ الوحيد عليه هو استخدامه رمزاً دينياً مقدساً لتحقيق مأرب مادي بحت ان صح النقل الذي تلقيته وربما تلقاه المئات منكم. إذاً ستصبح المسألة «انشر... تجعله غنياً»، حسناً هل يمكننا استخدامها لمساعدة الناس؟ فإذا كانت تكلفنا فقط «نقرة» على رابط، فلماذا لا يفكر مبدعونا الإلكترونيون أو «الإنترنتيون» في أشياء تجعلنا «ننقر» وتستفيد فئات محرومة نتمنى دوماً مساعدتهم، وهدفنا لن يكون جعلهم أغنياء بقدر ما نهدف إلى إعفافهم؟ الميدان الإلكتروني مفتوح تماماً، والإبداع في الكسب من دون الإضرار بالآخرين أو التلاعب برموزهم وتاريخهم يبدو مفتوحاً أيضاً، فأين «شقردية الإنترنت»؟ [email protected]