حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الأميركي دونالد ترامب من «عوامل سلبية» تؤذي العلاقات بين البلدين، فيما تصاعدت توترات في شأن خلافات كثيرة قديمة بينهما. ووردت تصريحات شي في اتصال هاتفي مع ترامب، بعد استياء بكين من صفقات أميركية لبيع تايوان أسلحة، وفرض واشنطن عقوبات على مصرف صيني، بسبب تعامله مع كوريا الشمالية، وإبحار مدمرة أميركية ضمن الحدود البحرية الإقليمية لجزيرة في بحر الصين الجنوبي تزعم بكين السيادة عليها. كما لم تستسغ بكين أن تمنحها وزارة الخارجية الأميركية درجة متدنية في تقرير جديد أصدرته حول الاتجار بالبشر. وبثّ التلفزيون الصيني أن شي قال لترامب إن بكين تتوقع أن تواصل واشنطن إدارة علاقاتهما على أساس مبدأ «صين واحدة» الذي يستبعد اتصالات رسمية مع تايوان. وأضاف أن «شي جينبينغ أكد أن العلاقات الصينية- الأميركية حققت نتائج مهمة» منذ لقائه ترامب في فلوريدا في نيسان (أبريل) الماضي. واستدرك: «في الوقت ذاته، تأثرت العلاقات الثنائية بعوامل سلبية، وأبلغت الصين موقفها للولايات المتحدة». وتابع تقرير التلفزيون أن الصين تأمل بأن تتعامل الولاياتالمتحدة مع ملف تايوان في شكل ملائم، وفقاً لمبدأ «صين واحدة». وزاد أن شي وترامب ناقشا أيضاً جهود إحلال «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». تزامن ذلك مع تنبيه وزارة الدفاع الصينية إلى أن الولاياتالمتحدة ألحقت ضرراً جسيماً بالسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، بعدما أبحرت مدمرتها قرب جزيرة متنازع عليها. وأضافت أن تحركات البحرية الأميركية تؤذي في شكل خطر «الأجواء السياسية» المحيطة بتطور العلاقات العسكرية بين البلدين. وأعلنت أنها ستكثف دورياتها وتتخذ تدابير احترازية، لحماية «السيادة الوطنية وأمن» الصين. وكانت وزارة الخارجية الصينية اعتبرت أن المدمرة الأميركية دخلت من دون إذن المياه الإقليمية الصينية، متحدثة عن «استفزاز سياسي وعسكري خطر». وأشارت إلى أن بكين أرسلت سفناً حربية ومقاتلات إلى الجزيرة، للتحذير، وحضت واشنطن على «وقف فوري لمثل هذا العمل الاستفزازي الذي ينتهك في شكل خطر سيادة الصين ويعرّض أمنها لخطر». وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أعلن أن المدمرة أبحرت في نطاق 12 ميلاً بحرياً من جزيرة «تريتون»، وهي جزء من جزر «باراسيل» في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب الصينوتايوان وفيتنام بالسيادة عليه. ويمثل نطاق 12 ميلاً بحرياً المياه الإقليمية المعترف بها دولياً. والإبحار داخل هذا النطاق هدفه إثبات أن الولاياتالمتحدة لا تعترف بمطالب السيادة هناك. على صعيد آخر، اتهمت الصينالهند بانتهاك اتفاق حدودي أبرمته لندن مع بكين عام 1890، وتعهدت الحكومات الهندية السابقة احترامه. وطالبت نيودلهي باحترام الاتفاق «التاريخي»، لإنهاء توغل «خطر جداً» نفذته القوات الهندية. لكن الهند حذرت الصين من تداعيات أمنية خطيرة لشقّ طريق قرب الحدود.