تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقتراحاً من رئيسة تايوان بإجراء اتصال هاتفي آخر بينهما، وقال إنه لا يريد أن يسبب مشكلات للرئيس الصيني شي جينبينغ في وقت تساعد فيه بلاده على ما يبدو في جهود كبح جماح كوريا الشمالية. وفي مقابلة أجرتها «رويترز» في البيت الأبيض، نحى ترامب الفكرة جانباً بعد أن قالت رئيسة تايوان تساي إينغ وين أمس، إنها لن تستبعد الحديث مباشرة مرة أخرى مع الرئيس الأميركي، وهو أمر من المؤكد أن يغضب الصين. ووضع تايوان قد يكون أشد القضايا حساسية بين واشنطنوبكين. وقال ترامب إن «الإشكالية بالنسبة إلي أنني أرسيت علاقة شخصية رائعة مع الرئيس شي. أشعر في الحقيقة أنه يبذل كل ما في وسعه لمساعدتنا في وضع صعب»، مشيراً إلى دلائل على أن الصين ربما تعمل من أجل تفادي إقدام جارتها وحليفتها بيونغيانغ على إجراء أي تجارب صاروخية أو نووية جديدة. وأضاف «لذلك لا أرغب في التسبب في مصاعب لشي في الوقت الحالي... أعتقد أنه يبذل جهداً مدهشاً كزعيم ولا أود عمل أي شيء يعرقل ذلك. وبالتالي سأرغب بالتأكيد في الحديث معه أولاً». وكان ترامب تلقى مكالمة من تساي لتهنئته بالفوز في أوائل كانون الأول (ديسمبر) في أول اتصال بين زعيم تايواني ورئيس أميركي منتخب أو منتهية ولايته منذ حوالى أربعة عقود. وأثار ترامب شكوكاً حيال سياسة تنتهجها واشنطن منذ فترة طويلة وتتمثل في الالتزام بمبدأ «صين واحدة» والذي يؤكد أن تايوان جزء من الصين. وأغضب الاتصال الصين التي تخشى أن تعطي الاتصالات بين تايوان وزعماء دول أخرى انطباعاً بالاعتراف بسيادة الجزيرة التي تحكم نفسها منذ 1949. ووافق ترامب في شباط (فبراير) على احترام سياسة «صين واحدة» واستضاف الرئيس الصيني في منتجعه في ولاية فلوريدا هذا الشهر. وقال مكتب الرئاسة في تايوان اليوم رداً على تصريحات ترامب إنه لا يعتزم «في هذه المرحلة» إجراء اتصال وإنه يتفهم أن للولايات المتحدة أولويات في التعامل مع الشؤون الإقليمية. وقال الناطق باسم تساي، أليكس هوانغ في بيان، إن الحكومة لن «تبالغ في تقييد نفسها» وستسعى من أجل المصلحة العليا للجزيرة. وفي بكين حضّ الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كنغ شوانغ، تايوان على الانتباه إلى رد فعل الولاياتالمتحدة. وأضاف في بيان صحافي اعتيادي اليوم «نعارض دوماً إقامة الدول التي لها علاقات ديبلوماسية مع الصين أي شكل من التعاملات الرسمية مع تايوان». وتابع «هذا الموقف واضح جداً وقاطع جداً».