هناك هزيمة للبشر أمام الكومبيوتر دوّت في 2013، على رغم أنها تحقّقت للمرّة الأولى في 2004 بفضل انتصار الكومبيوتر «واطسن» في مسابقة الألعاب التلفزيونيّة الترفيهيّة الشهيرة «جيوباردي». وحمل الفوز في 2013 مذاقاً خاصاً، لأنه جاء من عالم المال. إذ أدخل ذلك الفوز الكومبيوتر «واطسن» إلى موسوعة «غينس» باعتباره الأكثر جمعاً للأموال الآتية من مسابقات تلفزيونيّة! والطريف أن ذلك الفوز ضمن للكومبيوتر «واطسن» دخول إحدى كليّات الطب المرموقة في بريطانيا، ضمن برنامج لجعله «طبيباً» ينافس نظراءه البشر. هل يتفوّق مستقبلاً في ذلك الحقل؟ مجرد سؤال. ربما لم تهتم وسائل الإعلام العربيّة بفوز «واطسن» في لعبة «جيوباردي!» أمام منافسيه من البشر، لكنه حدث جرت تغطيته بكثافة غرباً. لم يفت الميديا الغربية ملاحظة تفاصيل من نوع أن شركة «آي بي أم» IBM هي نفسها التي صنعت «ديب بلو» الذي هزم كاسباروف في الشطرنج. واستعاد بعض وسائل الميديا أن تلك الهزيمة كانت قاسية إلى حدّ أن الجولة الأخيرة لم تضمّ سوى 19 نقلة كانت كافية لإعلان انتصار «ديب بلو». وتحدّث الإعلام الغربي أيضاً عن تفاصيل أكثر دقة، كالإشارة إلى أن اسم واطسن مقتبس من عبارة «هيا بنا يا واطسن» التي تردّدها الشخصية الروائية الشهيرة: شارلوك هولمز. ويحمل الأمر تلميحاً ذكيّاً إلى استفادة ذكاء الآلات من تجارب البشر التي تحمل سمات مميّزة لذكاء الإنسان. ما معنى المخادعة؟ في سياق متّصل، تمتع خبراء الكومبيوتر بانتصار الروبوت في إحدى ألعاب الورق، وهي لعبة البوكر، بل اعتبروا أن له مذاقاً نوعيّاً. وعقب كسب جولة البوكر في 2014، صرّح البروفسور مايكل بولينغ، وهو اختصاصيي في المعلوماتية في جامعة «آلبرتا» قاد فريق صنع البرنامج، أن الانتصار في البوكر يمثّل نقلة نوعيّة في الذكاء الاصطناعي. وبرّر بولينغ رأيه بالإشارة إلى أن لعبة البوكر فيها استخدام أشياء غير المعلومات وذكاء الحساب. إذ يفترض في لاعب البوكر أن يخمّن الأوراق التي يحملها الخصوم، مع ملاحظة أنه لا يرها، وأن يكون لديه حدس ما عن طريقتهم في اللعب. وفي المقابل، كثيراً ما يمارس لاعب البوكر نوعاً من المخادعة و «البلف» كي يوحي لخصومه بقوة الأوراق التي يملكها. وأشار بولينغ إلى أن ذلك النوع من العمليات الذكيّة هي أشياء لم يكن يُظن أن الذكاء الاصطناعي للكومبيوتر يستطيع الوصول إليها!