أيام معدودة تفصل محمد الرواشده (16 سنة) عن عطلة نهاية السنة ، ومع اجتيازه كل امتحان دراسي تنفرج أساريره أكثر. فهو يعتزم تمضية العطلة التي تمتد نحو شهرين، في ممارسة هوايته بلعب كرة القدم في ناد رياضي انتسب اليه منذ أعوام. والإضافة الجديدة هذه المرة أنه سيرافق أعضاء فريقه للإقامة في أحد بيوت الشباب الكثيرة في الأردن لفترة تمتد إلى 10 أيام. ويجد محمد نفسه أمام تجربة جديدة يأمل بأن يتسنى له من خلالها الاعتماد على نفسه، فضلاً عن التعرف إلى مناطق سياحية كان قرأ عنها في كتبه المدرسية. وفي الوقت الذي توفر فيه البيوت الشبابية خدمات البنية التحتية والمعدات اللازمة لممارسة النشاطات الرياضية، تفضل ايمان باكير (14 سنة) التخييم في بيوت الشباب القائمة في أحضان الطبيعة . وتجد ايمان متعتها في التعرف الى آخرين يشاركونها غرف المبيت، والنشاطات الثقافية والتطوعية التي يجرى تنفيذها في مرافق البيت، ويزداد شغفها لتمضية أيام بعيداً من الحياة العصرية، حيث يتدبر الطلبة الملتحقون بالبيت أمورهم اليومية بأبسط الوسائل والأدوات التي استخدمها الأجداد. ويقول فايز سليم رئيس اللجنة الرياضية في النادي العربي الرياضي أن «بيوت الشباب ساهمت إلى حد كبير في توفير الملاعب الرياضية ومختلف معداتها ما انعكس إيجاباً على فعالية النوادي التي باتت تستقبل أعداداً متزايدة من الفئات العمرية الشابة والتي تحبذ قضاء اوقات الفراغ في ممارسة هواياتها الرياضية والاستكشافية». ولفت إلى أن « فترة العطل الصيفية تتيح للنوادي الرياضية الاستفادة من بيوت الشباب في تدريب فرقها»، لافتاً إلى أن مبيت أعضاء الفرق من صغار السن بعيداً من منازلهم يسهم في صقل شخصياتهم ويتيح لمدربيهم الفرصة لإخضاعهم لتدريبات مكثفة» . وأكد سليم «أهمية هذه البيوت في دعم القطاع الشبابي، وتحفيز الطلبة على تنمية مهاراتهم، ونشر الثقافة عبر المحاضرات والندوات التي تعقد فيها». وبحسب الناطق الإعلامي باسم المجلس الأعلى للشباب الدكتور ماجد عسيله «يضم الأردن 11 بيتاً تغطي معظم محافظاتها فيما يجري تنفيذ بيتين آخرين». وأوضح أن تأسيس هذه البيوت جاء انسجاماً مع التوجهات الدولية وجمعيات بيوت الشباب العربية لرعاية الشباب. ولفت عسيله إلى أن «المجلس يعد المظلة الحكومية لإدارة بيوت الشباب، وتنسيق النشاطات والقيام بخدمة قطاع الشباب على المستوى المحلي والعربي والدولي لغايات نشر البرامج بين جميع فئات الشباب». ولفت عسيله إلى «أهمية بيوت الشباب في تشجيع السياحة الداخلية والخارجية، وتوطيد أواصر الصداقة بين هذه الفئات العمرية على المستوى الوطني والمستوى العربي إلى جانب إعداد القيادات الشبابية وتأهيل الكوادر الفنية». وأكد رئيس المجلس الأعلى للشباب الدكتور عاطف عضيبات ل «الحياة» «أن خطة المجلس مستمرة في إنشاء عدد أكبر من بيوت الشباب في ضوء المخصصات المالية للمجلس، ويعتمد اختيار الموقع المناسب على احتياجات المنطقة وموقعها السياحي». عضيبات أشار إلى أن «البيوت أصبحت نقطة جذب واستقطاب للنشاطات الشبابية محلياً وعربياً ودولياً، ومكاناً تستهدفه كل القطاعات الرسمية والأهلية ومن جميع الأعمار حيث يتم استيفاء رسوم تشجيعية للإقامة». وأشار عضيبات إلى أن «البرامج والنشاطات الشبابية تستمر على مدار العام في شكل متفاوت، لتصبح أكثر كثافة في المناطق التي تشهد حركة سياحية كالعقبة وعمان وعجلون، وتزداد في العطلة الصيفية خلال «معسكرات الحسين للعمل والبناء» التي تقام برعاية المجلس الأعلى للشباب، حيث تستقطب في شكل مكثف أعضاء المراكز الشبابية المشاركة في هذه المعسكرات وطلبة الجامعات وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني العاملة مع الشباب، لتصل نسبة الإشغال العام الحالي إلى ما يقارب 15.000 شباب وشابة». ولفت عضيبات إلى أن «المجلس قام بتشكيل لجنة بيوت الشباب الأردنية ليصبح الأردن عضواً فاعلاً في الاتحاد العربي لبيوت الشباب، متخذاً الإجراءات اللازمة للانضمام إلى الاتحاد الدولي». ولضمان الحفاظ على مستوى الخدمات المقدمة في بيوت الشباب، بيّن عضيبات أن «هناك متابعة في عملية تقويم المعسكرات وبيوت الشباب والقائمين عليها دورياً من حيث الصيانة والحجز والتأثيث وتحديد بدل الخدمات، كما يحرص المجلس على المشاركة في نشاطات الاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب وتوفير أماكن إقامة الأنشطة للشباب الأردني والمبيت في كل أنحاء المملكة بأسعار مقبولة».