دافع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل عن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها حكومته برفع أسعار المحروقات ومشتقاتها المختلفة بنسب تفاوتت ما بين 30 و100 في المئة، معتبراً أن برنامج الإصلاح الاقتصادي يضع البلاد على المسار الصحيح، وأن المصريين يساندون تلك الإصلاحات. وقال رئيس الوزراء في كلمة خلال مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» الذي يستعرض تجارب سيدات مصريات في الخارج، إن مصر مرت بالعديد من التحديات والأخطار التي كانت كفيلة بأن تعصف بأعتى الأمم، وأراد الله بفضله وبعزيمة شعب مصر وقوته وإصراره، أن تجتاز البلاد معظم هذه التحديات، مضيفاً: «أؤكد أن مصر قوية وواجهت كل التحديات بفكر التنمية والتقدم واتخاذ السياسات الإصلاحية الجذرية وتنفيذ البرامج الجادة التي بدأت بوضع البلاد في مسارها الصحيح». وشدد على أن «الحكومة، وهي تسير في برنامج الإصلاح الاقتصادي بخطوات جادة ومدروسة، اعتمدت على تفهم المصريين لهذه الإصلاحات وقناعتهم بجدواها ومساندتهم لها». وأكد أن الحكومة وضعت نصب أعينها الفئات الأولى بالرعاية والفقراء ومحدودي الدخل، وراعت ألا تؤثر برامج الإصلاح الاقتصادي عليهم؛ بل قررت أن تأخذ من عائد برنامج ترشيد وتصويب الدعم للإنفاق على المستحقين الحقيقيين لهذا الدعم. وأوضح رئيس الوزراء أن حكومته تهتم بتنشيط السياحة وجذب الاستثمارات ودفع معدلات النمو الاقتصاد، في محاولة لزيادة فرص العمل والقضاء على البطالة، كما تهتم بصوغ منظومة تعليم متطورة ووضع منظومة تأمين صحي شامل من خلال خدمات صحية جيدة يستفيد منها القادر وغير القادر. وكان رئيس الوزراء عقد اجتماعاً مع عدد من وزراء المجموعة الاقتصادية لبحث خطوات الحد من أثر رفع أسعار المحروقات. وقال وزير التموين علي المصيلحي إن تقليص دعم الطاقة يفيد الفقير، لافتاً إلى أن مضاعفة مخصصات المستحقين للتموين السلعي تؤكد اهتمام الحكومة بمحدودي الدخل. وشدد على أن الحكومة عازمة على اتخاذ إجراءات وعقوبات رادعة ضد كل من يحاول التلاعب بأي سلعة مدعمة، وأن تشديد الرقابة على الأسواق سيتصدر مناقشات مجلس المحافظين برئاسة رئيس الوزراء غداً. ولفت إلى أنه سيجتمع غداً مع غرفة الشعب التجارية لوضع ضوابط للرقابة على الأسواق، وبحث الحفاظ على أسعار السلع الغذائية بعد قرارات زيادة أسعار المحروقات، مشيراً إلى أن لتلك القرارات آثاراً سلبية، لكن آثارها الإيجابية على الاقتصاد أعظم بكثير. من جانبه، أكد وزير النقل هشام عرفات عقب الاجتماع مع رئيس الوزراء أن الزيادة في تعريفة النقل الخاص بسبب رفع أسعار المحروقات، ستكون طفيفة للغاية، وأن هناك رقابة محكمة على هذا الأمر. أما وزير الإسكان مصطفى مدبولي، فأكد أن الحكومة ملتزمة أسعار الوحدات السكنية التي تم التعاقد عليها، على رغم زيادة تكلفة الوحدة في إطار تحريك الأسعار. لكنه أوضح أنه ستتم إعادة النظر في الأسعار خلال الطرح الجديد لوحدات الإسكان الاجتماعي المدعومة من الدولة، مع مراعاة محدودي الدخل. أما وزارة الداخلية، فأكدت نشر قوات من الشرطة في مواقف سيارات النقل الخاص للتأكد من عدم المغالاة في الزيادات في تعريفات نقل الركاب. وقالت في بيان إن معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني عن قيام قيادات في جماعة «الإخوان المسلمين»، المُصنفة إرهابية في مصر، بتكليف عناصرها في المحافظات استغلال الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتنسيق مع الكيانات المناهضة لمحاولة افتعال العديد من الأزمات في القطاعات العمالية والجماهيرية. وأشار البيان إلى أن المعلومات دلّت على عقد لقاء تنظيمي لبعض مسؤولي الجماعة في منزل أحد أعضاء الجماعة في الدقهلية لإعداد الخطط الكفيلة باستغلال الأزمات الحالية المتعلقة بزيادة أسعار المحروقات لتحريض الرأي العام، فتم استهداف المنزل عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، وتم ضبط 7 من أعضاء الجماعة عثر بحوزتهم على عدد من أجهزة الحاسب الآلي وبعض الأوراق التنظيمية التي تحوي تكليفات صادرة لهم من قياداتهم متضمنة تحركات الجماعة.