أدت الأمطار التي هطلت الأسبوع الماضي، الى زيادة معاناة سكان مدينة الدمام، وتحديداً الموظفين، خصوصاً مع أعمال الإنشاء التي تشهدها معظم شوارع مدينتهم وطرقها، لتشييد جسور وأنفاق وإعادة تأهيل وتحول اجتياز التحويلات المحيطة في مواقع الإنشاء، إلى «معضلة كبرى»، بسبب الزحام «الخانق». فيما جدد مسؤولون في أمانة المنطقة الشرقية، مطالبهم إلى السائقين ب «الصبر»، لحين انتهاء هذه المشاريع، التي ستسهم في «انسيابية» حركة السير. واستغرقت رحلة سعيد الغامدي، من منزله في حي أحد، غرب مدينة الدمام، إلى مقر عمله، الواقع شرق المدينة، يوم الأربعاء الماضي، نحو ساعة كاملة، وذلك بعد الأمطار التي هطلت على المنطقة الشرقية أخيراً. ويقول الغامدي: «أستخدم طريق الملك فهد في ذهابي وعودتي إلى عملي في إحدى الإدارات الحكومية في الدمام. ويستغرق مشواري بين 15 إلى 20 دقيقة في أوقات الذروة. إلا أنني قضيت صباح يوم الأربعاء الماضي، نحو ساعة للوصول إلى عملي». وشبه طريق الملك فهد، بدءاً من تقاطعه مع طريق الأمير محمد بن فهد شرقاً، وحتى جسر طريق الجبيل – الظهران غرباً، ب «عنق الزجاجة»، فهو «يشهد يومياً، فوضى في حركة السير، ليس لغياب الدوريات المرورية فحسب، بل لطريقة التصميم الفاشلة، التي عقدت حركة التنقل داخل الدمام»، بحسب قوله. ولم يكن الغامدي وحيداً، في وصف «عنق الزجاجة»، فكثير من مستخدمي الطريق عاشوا لحظات «صعبة»، خصوصاً المتوجهين غرباً في المنطقة التي تلي كوبري طريق الظهران – الجبيل، والتي تشهد أعمال حفر وإنشاء، لإقامة أنفاق وجسور. ويتكرر الأمر في الأنفاق التي تعلو الطريق «المحوري»، ليس على مستوى الدمام فقط، بل للشرقية عموماً، فهو يربط المدينة في الخبر، كما يوصل إلى مطار الملك فهد الدولي. وعلى رغم ذلك؛ ما ان تقع حادثة سير في أي بقعة منه، حتى يصاب هذا الطريق ب «الشلل». ويقول منير الموسى: «شهد طريق الملك فهد، الأربعاء شلالاً طويلاً من المركبات، التي سارت ببطء شديد، بعد وقوع حادثة سير خصوصاً بعد هطول الأمطار. فيما كان الزحام على أشده في الشوارع المؤدية إلى طريق الملك فهد، إثر تعطل بعض الإشارات الضوئية، إضافة إلى وقوع حوادث سير، وإن كانت بسيطة، إلا أنها تتسبب في توقف الحركة في كثير من المناطق الحساسة، القريبة من الأنفاق والجسور». وساهمت بعض المداخل والمخارج المؤدية إلى الطريق، في مضاعفة حركة السيارات، إذ يشهد حركة مرورية من جميع فئات المركبات، من دون استثناء، سواءً المعدات أو الشاحنات الخاصة بمقاولي أمانة المنطقة الشرقية، الذين يستخدمون الطريق للوصول إلى أماكن عملهم، وكذلك الحافلات الخاصة بالطلاب والطالبات، أو نقل العمال، وأيضاً سيارات النقل العام، التي يغص بها الطريق في الأوقات الطبيعية. ويصف محمد المسعودي، مسارات الطريق ب «العشوائية»، ما تتسبب في حدوث «اختناقات مرورية». ويقول: «كان الطريق قبل إزالة الأرصفة الفاصلة يشهد اختناقات مرورية. ولكنها ما زالت مستمرة بعد الإزالة»، موضحاً أن «فترة ما قبل الإزالة كانت السيارات تتزاحم في المسارات الفرعية فقط. فيما ترتد الحركة في المسار الرئيس أحياناً. أما بعد إزالتها؛ فلقد أصبح الوضع أكثر تعقيداً، خصوصاً أن جميع قائدي المركبات يتسابقون للدخول إلى مسارين فقط في الجسر المقابل لمرور المنطقة الشرقية، وكذلك الحال في الأنفاق الثلاثة الموجودة في الطريق، مع تقاطع طريق الأمير نايف بن عبد العزيز، ونفق تقاطع طريق عثمان بن عفان، ونفق تقاطع طريق الأمير محمد بن فهد». وفي المقابل، لم تجد أمانة المنطقة الشرقية، سوى الطلب من عابري هذا الطريق، «الصبر»، وتكرر الطلب على لسان أمينها المهندس ضيف الله العتيبي، إضافة إلى مسؤولين آخرين في الأمانة. الذين دعوا أهالي الشرقية وزوارها، إلى «الصبر، إلى حين انتهاء مشاريع الطرق في المنطقة، خصوصاً في الدماموالخبر، وسيشهدون الفرق». بيد ان أن «صبر» مستخدمي الطريق سرعان ما ينفد، مع كل موسم أمطار.