حذرت الإدارة الأميركية الشركات الصناعية من تسلّل إلكتروني يستهدف القطاع النووي ومجال الطاقة، فيما اتهمت أوكرانيا أجهزة الأمن الروسية بشنّ هجوم إلكتروني ضخم تعرّضت له أخيراً وشلّ أنظمة كومبيوتر في العالم. ووَرَدَ في تقرير أعدته وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) أن المتسللين استخدموا رسائل «تصيّد» إلكترونية مشبوهة، للحصول على «بيانات اعتماد» لكي يتمكّنوا من الوصول إلى الشبكات الخاصة بأهدافهم. ونبّه إلى أن المتسللين نجحوا أحياناً في الإضرار بشبكات أهدافهم، وزاد: «تاريخياً استهدف المتسللون الإلكترونيون قطاع الطاقة لأغراض تتراوح من التجسس الإلكتروني إلى القدرة على تعطيل أنظمة الطاقة، في حال حدوث صراع معادٍ». وصدر التقرير خلال أسبوع شهد نشاطاً مكثفاً للتسلل الإلكتروني، إذ هاجم فيروس يُسمى «نوت بيتيا» الثلثاء الماضي أهدافاً امتدت من أوكرانيا حيث بدأ، إلى شركات في نحو 60 دولة. وشفّر معلومات في الأجهزة التي استهدفها وأوقفها عن العمل، معطلاً النشاط في موانئ ومكاتب محاماة ومصانع. وأعلنت شركتان لأمن الإنترنت أنهما حددتا البرمجيات الخبيثة المُستخدمة في هجوم أوكرانيا، وأطلقتا عليه «إندستروير»، وحذرتا من إمكان تعديله بسهولة لمهاجمة منشآت في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وأشار تقرير الإدارة الأميركية إلى أن المهاجمين نفذوا عمليات تجسس لنيل معلومات في شأن أفراد سعوا إلى تعطيل أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم، لكي يوجدوا «وثائق خداعية» في شأن المسائل التي تهم أهدافهم. وذكر أن 11 ملفاً استُخدمت في الهجمات، بينها برامج تحميل لبرمجيات خبيثة وأدوات تمكّن المتسللين من التحكم من بُعد في أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالضحايا المستهدفين، واستباحة شبكاتهم. في السياق ذاته، اتهمت كييف أجهزة الأمن الروسية بتدبير هجوم «نوت بيتيا»، إذ أعلن جهاز أمن الدولة الأوكراني أن «بيانات تم الحصول عليها بالتعاون مع شركات دولية لمكافحة الفيروسات»، تعطيه «سبباً للاعتقاد» بأن منفذي الهجوم هم متسلّلون ضالعون عام 2016 في «هجمات استهدفت النظام المالي ومنشآت الطاقة الأوكرانية، مستخدمة (برمجيات) تليبوتس وبلاك إنيرجي (الخبيثة)». واعتبر أن ذلك يُظهر «تورط الأجهزة الخاصة الروسية في الهجوم»، لافتاً إلى أن الهدف منه هو تدمير بيانات مهمة وإشاعة فوضى في أوكرانيا. لكن النائب الروسي إيغور موروزوف سخر من اتهامات «خيالية»، مرجحاً أن تكون الولاياتالمتحدة نفذت الهجمات. إلى ذلك، أعلن رئيس المكتب الاتحادي لأمن المعلومات في ألمانيا آرنه شوينبوم أن بلاده تستعد لمواجهة أي هجمات إلكترونية قد ينفذها متسللون أو خلايا مرتبطة بحكومات أجنبية، ضد قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة هامبورغ في 7 و8 الشهر الجاري. وأشار إلى أن السلطات أسّست مركزاً خاصاً للقيادة، يعمل على مدار الساعة للتصدي لأي هجمات. وتابع: «نستعد في شكل مكثف لأي شكل من الاحتجاج. نحن مهتمون بكل شيء، من (التهديدات المتواصلة) وحتى جماعات مثل أنونيموس ولوزسيك، والتي ربما تخطط لاحتجاجات سياسية مستخدمة هجمات إلكترونية». وأضاف أن المكتب لا يملك معلومات عن هجمات محددة، مستدركاً أنه يجري اختبارات لضمان سلامة شبكات الكومبيوتر، خلال قمة مجموعة العشرين. في غضون ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية توقيف رجلين وفتاة في مطار هيثرو، للاشتباه في إعدادهم لعمليات إرهابية. واحتُجز الرجلان بعد هبوط طائرتهما الآتية من تركيا أمس، فيما أوقفت الفتاة بعد هبوط طائرتها الآتية من إسطنبول الخميس الماضي. كما احتجزت الشرطة في العاصمة 3 رجال بشبهة التحريض أو الإعداد لعمليات إرهابية.