أدى هجوم إلكتروني عالمي جديد إلى تعطيل العديد من أجهزة الكمبيوتر لدى شركات النفط والبنوك الروسية والأوكرانية، بعد إصابتها بفيروس مماثل لفيروس «واناكراي» وهو من برمجيات الفدية الخبيثة والذي أصاب أكثر من 300 ألف جهاز كمبيوتر الشهر الماضي. وفي إطار تداعيات الهجمات الإلكترونية الجديدة التي تعرضت لها عدة دول في مختلف أنحاء العالم، وجه مركز الأمن الالكتروني تحذيرا حول الهجمات. مطالبا عبر حسابه على تويتر اتخاذ عدد من التدابير والإجراءات لضمان أمن المعلومات وحمايتها. وقال مدير المركز م. طلال العنزي: الهجوم بدأ بالظهور في أوروبا وأصاب بعض الأنظمة فيها، ثم أكمل طريقة مروراً بروسيا وفرنسا واوكرانيا ثم بأمريكا، ما أدى للأعطال بحواسيبهم، وهدف الاختراقات واضح وصريح وهو طلب فدية فقط بما يقارب 500 دولار تزيد او تنقص حسب كمية البيانات وأهميتها، مع احتفاظة بالبيانات لاستغلال ما يمكن استغلاله منها، ويتم دفع الفدية بعملة تكون على شكل عملة الكتروينة يتم تداولها والبيع والشراء بها الكترونياً.. مطالبا بالاهتمام بالدعم الفني وطلب تقارير شهرية بالتحديثات وببرامج مكافحة الفيروسات وتدريب الموظفين بمثل هذه الهجمات لأخذ الحيطة، بالاضافة الى تحديث مايكروسوفت باستمرار، ووضع نسخة احتياطية للمعلومات المهمة والسرية، وتجنب فتح الروابط مجهولة المصدر، وعدم تحميل مرفقات مجهولة، واستخدام برامج مكافحة الفيروسات الأصلية والمحدثة باستمرار. ابتزاز الشركات وأبلغت شركات في منطقة آسيا والمحيط الهادي عن تعطل بعض أجهزتها أمس الأربعاء مع تضرر عمليات عدة شركات أوروبية وأكبر ميناء للحاويات في الهند، على الرغم من أن التأثير على الشركات والحكومات عبر المنطقة الأوسع نطاقا كان محدودا على ما يبدو. ويتضمن فيروس الفدية الخبيثة شفرة تُعرف باسم «إيترنال بلو» يعتقد خبراء في الأمن الإلكتروني على نطاق واسع أنها مسروقة من وكالة الأمن الوطني الأمريكية واستُخدمت أيضا في هجوم فيروس الفدية «واناكراي» الذي وقع الشهر الماضي. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سيكيور أيدياز» للأمن الإلكتروني كيفين جونسون «الهجمات الإلكترونية يمكن ببساطة أن تدمرنا، والشركات لا تقوم بما يُفترض عمله لحل هذه المشكلة». وأدى الفيروس إلى إصابة أجهزة الكمبيوتر التي تشغل برامج ويندوز التي تنتجها مايكروسوفت من خلال تشفير محركات الأقراص الصلبة وشطب ملفات ثم التسجيل فوق الملفات الموجودة والمطالبة بعد ذلك بمبلغ 300 دولار في صورة عملة البيتكوين لإعادة الدخول على الملفات. وأظهر سجل حسابات علني للتحويلات على موقع «بلوكتشين. إنفو» أن أكثر من 30 ضحية دفعوا في حسابات بالبيتكوين مرتبطة بهذه الهجوم. وقالت مايكروسوفت إن الفيروس ربما انتشر من خلال ثغرة تم إصلاحها في تحديث أمني في مارس ونواصل التحقيق وسنقوم بالعمل المناسب لحماية عملائنا. وأضاف أن برامج مايكروسوفت المضادة للفيروسات تكتشفه وتقوم بمسحه. استرالياوالهند وفي ذات السياق تعطلت العمليات في واحد من ثلاثة مرافئ في ميناء جواهر لال نهرو وهو أكبر ميناء للحاويات في الهند. وتتولى شركة ايه.بي مولر- ميرسك الدنمركية للشحن البحري إدارة المرفأ الذي أصيب في الهجوم الالكتروني. وأفادت الشركة أيضا بتعطل العمليات في لوس انجليس. وقال رئيس ميناء جواهر لال نهرو أنيل ديجيكار إن الميناء يحاول التعامل مع الحاويات يدويا ويعمل بنحو ثلث طاقته. وفي استراليا قال مسؤول نقابي إن مصنعا كبيرا للشيكولاتة تضرر أيضا، وتوقف الإنتاج في مصنع هوبارت في ولاية تسمانيا الاسترالية في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء بعد تعطل شبكات الكمبيوتر. وأعلنت الشركة في بيان ان الموظفين في مناطق مختلفة واجهوا مشكلات فنية ولكن لم يتضح ما إذا كان ذلك بسبب هجوم إلكتروني. شفرات خبيثة وأعلنت كاسبرسكي لاب المصنعة لمضادات الفيروسات وبرامج الحماية ان روسياوأوكرانيا أكثر الدول تأثرا بآلاف الهجمات مع وجود ضحايا آخرين في دول من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والولايات المتحدة. ولم يُعرف إجمالي عدد الهجمات. وأكد خبراء أمنيون انهم يتوقعون أن يكون تأثير الهجوم الجديد أقل حدة من تأثير فيروس «واناكراي» لأن أجهزة كمبيوتر كثيرة تم إصلاحها بتحديث برامج ويندوز في أعقاب هجوم «واناكراي» الشهر الماضي لحمايتها من هجمات باستخدام شفرة «إيترنال بلو». ومع ذلك فإن هذا الهجوم الجديد قد يكون أخطر من السلالة التقليدية لفيروسات برمجيات الفدية الخبيثة لأنه يجعل أجهزة الكمبيوتر لا تستجيب ولا يمكن تشغيلها مرة أخرى. الفدية الخبيثة وقال خبراء أمنيون آخرون إنهم يعتقدون أن فيروس الفدية الخبيثة الذي تم إطلاقه يوم الثلاثاء الماضي ربما يكون أصعب في تعطيله من «واناكراي»، لانه عبارة عن شفرة خبيثة استُخدمت في هجمات سابقة لبرمجيات الفدية الخبيثة وعُرفت باسم «بيتيا» و«جولدن آي». تعطل الشحن الدولي وفي أعقاب الهجوم الالكتروني على الاتحاد الاوروبي أصاب الذراع العقارية التابعة لبنك بي.إن.بي باريبا أكبر البنوك الفرنسية وأحد أكبر المؤسسات المالية التي ذاع تأثرها بحملة ابتزاز بدأت في روسياوأوكرانيا قبل أن تنتشر على نطاق أوسع. كما أكدت شركة الشحن العملاقة مولر-ميرسك، التي تقوم بمناولة واحدة بين كل سبع حاويات يجري شحنها عالميا، إنها اصبحت عاجزة عن تنفيذ طلبيات جديدة بعد إصابتها بالهجمة الإلكترونية. وقال متحدث باسم بي.إن.بي باريبا لرويترز إن الهجوم أصاب شركة ريل ستيت التابعة لبي.إن.بي باريبا، وذلك بعد أن قال مصدر مطلع إن بعض أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالموظفين توقفت اول أمس الثلاثاء بسبب الحادث. تعليق العمل وقالت شركة إعلامية أوكرانية إن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها تعطلت وإنها تلقت طلب الفدية. ونشرت قناة 24 الأوكرانية صورة لرسالة جاء فيها «إذا رأيت هذه الرسالة فإنك لم يعد بوسعك فتح ملفاتك لأنها تم تشفيرها. ربما تكون منشغلا بالبحث عن طريقة لاستعادة ملفاتك لكن لا تهدر وقتك. لا يستطيع أحد استعادة ملفاتك بدون خدمتنا لفك الشفرة». وقال البنك المركزي الروسي إنه حدثت حالات فردية لإصابة أنظمة المعلومات في البنوك. واضطر بنك هوم كريديت إلى تعليق العمليات. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف امس الأربعاء إن الهجمات الإلكترونية مثل الهجوم الذي طال روسيا ودولا أخرى أمس تؤكد الحاجة لعمل دولي منسق لمكافحة الجريمة الإلكترونية. والهجوم الإلكتروني لم يسبب مشكلات خطيرة على مستوى الشركات أو مؤسسات الدولة في روسيا وحتى الان لم تتوفر معلومات عن مصدر هذا الهجوم. تورط دول وفي بيان لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أكد أنه لا يوجد حاليا خطر على السلامة العامة، والولايات المتحدة تحقق في هذا الهجوم وعازمة بجدية على محاسبة المسؤولين عنه، وأشار بعض الخبراء ان الفيروس المسؤول عن تسريبات الهجمات السابقة ومن المحتمل الجديدة هو كيان يدعى «شادو بروكرز». وقال عدة خبراء أمن في شركات خاصة إنهم يعتقدون أن جماعة «شادو بروكرز» من المحتمل ان يكون لها صلة بالحكومة الروسية والحكومة الكورية الشمالية كانت وراء فيروس «واناكراي». وتنفي حكومتا البلدين الاتهامات بتورطهما في عمليات التسلل. وأعلنت شركة «روسنفت» الروسية وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم أن شبكاتها تعرضت «لعواقب وخيمة»، الا ان إنتاج النفط لم يتأثر لأنها تحولت إلى شبكات احتياطية. وكشف نائب رئيس وزراء أوكرانيا بافلو روزينكو أن شبكة الكمبيوتر الحكومية تعطلت كما أبلغ البنك المركزي عن تعطل العمل في البنوك والشركات بما في ذلك شركة توزيع الكهرباء الحكومية. وقالت شركة «دبليو.بي.بي» أكبر شركة للإعلانات في العالم إنها أصيبت أيضا بالفيروس وطلبت من العاملين فيها إغلاق أجهزة الكمبيوتر التي يعملون عليها. موظفو شركات النفط والملاحة لجؤوا للتعاملات الورقية لإنقاذ بعض الأعمال رسالة إلكترونية توضح ضرورة دفع الفدية خبراء التقنيات حاولوا فك شفرة الهجوم واستعادة الملفات سفينة شحن عملاقة تعطلت بالميناء موظف يلتقط سيلفي مع جهازه المخترق أجهزة الصراف في كبرى البنوك الأوروبية تعطلت تماما عن العمل