عدّلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت متأخر من ليل الخميس خطتها لحظر السفر الى الولاياتالمتحدة، والتي باشرت السلطات تطبيقها، واعلنت السماح بدخول المخطوبين باعتبارهم من أفراد الأسرة المقربين. وكانت الإدارة قررت، بناءً على تفسيرها حكماً صادراً عن المحكمة العليا الأميركية ويقضي بإحياء حظر سفر مواطني ست دول ذات غالبية مسلمة هي ايران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن بعدما اوقفته محكمة جزئية في آذار (مارس) الماضي، أن الأجداد والأحفاد والأشخاص المخطوبين المسافرين من هذه البلدان سيمنعون من الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة. ويستمر حظر السفر لمدة 90 يوماً بدءاً من الجمعة، الى جانب حظر لمدة 120 يوماً لجميع اللاجئين. لكن ولاية هاواي طالبت القاضي الفيديرالي في هونولولو، ديريك واتسون، بتحديد ما إذا كان تفسير إدارة ترامب قرار المحكمة «محدوداً جداً، أم تستثنِي من الحظر المسافرين واللاجئين الذين لهم علاقة وثيقة مع شخص أو كيان في الولاياتالمتحدة، وبينهم اولئك الذين تربطهم اتفاقات مع وكالات لإعادة توطين اللاجئين» التي كانت توقعت أن تعتبر السلطات صلاتها الرسمية مع الوافدين الى الولاياتالمتحدة «علاقة وثيقة». ووصفت الولاية رفض الادارة الاعتراف بالأجداد وأقارب آخرين كعلاقة أسرية مقبولة بأنه «انتهاك صريح لأمر المحكمة العليا»، ما يكرر انتقادات وجهتها جماعات تدافع عن المهاجرين واللاجئين. وأمر واتسون وزارة العدل بالرد على طلب هاواي بحلول الاثنين المقبل، وقال إنه سيسمح لهاواي بالرد بحلول 6 تموز (يوليو). ولدى سؤاله عن كيف يجعل منع الأجداد والأحفاد البلاد أكثر أمناً، لم يعطِ مسؤول أميركي إجابة مباشرة، واكتفى بالإشارة إلى «توجيه ترامب بتعليق سفر معين في وقت نراجع وضعنا الأمني». واشار مسؤول بارز آخر الى ان الادارة تتوقع «أن تسير الأمور بسلاسة، وأن يكون النشاط كالمعتاد» عند نقاط الدخول الى الولاياتالمتحدة. وتجمع عدد قليل من محامي الهجرة بمطار دالاس الدولي على أطراف واشنطن تحسباً لأي مشكلات. وقالت سيرين شيبايا من جماعة «مسلم أدفوكيتس»: «سنواصل محاربة الحظر حتى إذا جرى تطبيقه في شكل محدود جداً. لا يزال حظراً للمسلمين، ولا يزال يحاول توجيه رسالة الى جالية بكاملها بأنها غير مرحب بها هنا». وسيعني قرار الإدارة على الأرجح أن عدداً قليلاً من اللاجئين، بخلاف الحد الأقصى الذي وضعه ترامب وهو 50 ألفاً، سيُسمح لهم بدخول البلاد هذه السنة، علماً ان السلطات سمحت بدخول 49009 لاجئين إلى البلاد في السنة المالية الحالية. وكان ترامب أعلن حظراً موقتاً على السفر للمرة الأولى في 27 كانون الثاني (يناير)، ووصفه بأنه «إجراء لمكافحة الإرهاب يهدف الى توفير وقت لتطوير أسلوب تدقيق أمني أفضل». وتسبب القرار في فوضى بالمطارات بعدما وجد المسؤولون صعوبة في تطبيقه قبل أن توقف محاكم العمل به. وقال معارضون للحظر إن «الإجراء يمثل تمييزاً ضد المسلمين، ولا منطق أمني لتنفيذه». كما أوقفت محاكم العمل بنسخة معدلة من الحظر. على صعيد آخر، اعلن مسؤول بارز في وزارة الأمن الداخلي ان خطوط الطيران التي لن تمتثل لقرار تعزيز إجراءات الأمن على متن الرحلات الجوية الدولية قد تواجه قرار سحب تراخيص تسيير رحلاتها الجوية الى البلاد. لكنه استدرك ان «القرار الجديد ليس رداً على تهديد محدد، لكنه يستند إلى المعلومات الاستخباراتية ذاتها التي دفعت السلطات إلى إصدار حظر الأجهزة الالكترونية». وأكد المسؤول أن الادارة لن تموّل التدابير الأمنية الجديدة التي أعلنها وزير الأمن الداخلي جون كيلي الاربعاء الماضي، ما يعني أن التكاليف ستقع على كاهل خطوط الطيران والمطارات والدول التي تتواجد فيها. وتهدف اجراءات الأمن الجديدة إلى تفادي توسيع نطاق حظر حمل أجهزة الكمبيوتر المحمول وأجهزة الكترونية كبيرة أخرى في مقصورات الطائرات، ومنح شركات الطيران فرصة الخروج من اللائحة إذا أوفت بالمتطلبات الأمنية الجديدة، علماً ان شركات طيران أميركية وأوروبية تخشى من أن يتسبب توسيع الحظر في مشاكل لوجيستية كبيرة، ويحدّ من السفر. وحظرت الولاياتالمتحدة في آذار إدخال أجهزة الكمبيوتر المحمول مقصورة الطائرات القادمة إليها من عشر مطارات في ثماني دول بينها مصر والكويت وقطر وتركيا، بسبب مخاوف من إمكان وضع قنبلة في أجهزة إلكترونية تُحمل على متن طائرات. ترامب والإعلام وفي مواجهة جديدة بينه وبين الاعلام، هاجم ترامب مقدمي برنامج «مورنينغ جو» على شبكة «أم أس أن بي سي» جو سكاربورو وميكا بريجنسكي، علماً انه يندد كثيراً بما يصفه بأنه «أخبار مزيفة في الإعلام الأميركي». وانتقد اخيراً محطة «سي إن إن» الاخبارية، وصحيفتي «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست». ووصف الرئيس، في تعليقات على «تويتر»، بريجنسكي وهي ابنة المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض زبيغنيو بريجنسكي بأنها «ميكا المجنونة البليدة». وزعم أنها كانت تنزف في وقت ما بسبب عملية تجميل لوجهها حين زارت أحد منتجعاته خلال عطلة رأس السنة، ما اثار انتقادات شديدة حتى من جمهوريين. كما أشار إلى سكاربورو، وهو عضو جمهوري سابق في الكونغرس، بأنه «جو المعتوه». وكان برنامج «مورنينغ جو» يذيع مقابلات هاتفية على الهواء مباشرة مع ترامب خلال الحملة الانتخابية العام الماضي، لكن انتقادات مقدمي البرنامج له زادت منذ أن تولى منصبه في كانون الثاني. وفي حلقة الخميس، انتقدت بريجنسكي إدارة ترامب، مشيرة الى ان مسؤوليها يجب ألا يتصرفوا وكأنهم مسلوبو الإرادة لمجرد خوفهم من الرئيس». وانتقد مشرعون جمهوريون وآخرون ترامب بشدة، في حين دافعت سارة ساندرز، الناطقة باسم البيت الأبيض، عن تعليقات ترامب، وقالت» «إنها ببساطة رد على انتقاد».