اتجهت العقود الآجلة للنفط الخام أمس، إلى تحقيق أكبر مكاسبها الأسبوعية منذ منتصف أيار (مايو) لتنهي موجة خسائر استمرت خمسة أسابيع، إذ وجدت الأسعار دعماً في انخفاض الإنتاج الأميركي. وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي 5.1 في المئة منذ بداية الأسبوع، بينما ارتفعت عقود خام القياس العالمي مزيج «برنت» 4.8 في المئة، ليسجل الخامان أكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في 19 أيار. وزاد الخام الأميركي 0.6 في المئة أو 27 سنتاً إلى 45.20 دولار للبرميل. وارتفع خام «برنت» 0.6 في المئة أو 30 سنتاً إلى 47.72 دولار للبرميل. ووجدت الأسواق دعماً هذا الأسبوع في بيانات تشير إلى انخفاض الإنتاج الأميركي، بعدما وصلت أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في عشرة أشهر الأسبوع الماضي، في ظل تنامي تخمة المعروض. وانخفض الإنتاج الأميركي 100 ألف برميل يومياً إلى 9.3 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي، مسجلاً أكبر هبوط أسبوعي منذ تموز (يوليو) 2016. ولا تزال إمدادات النفط العالمية وفيرة على رغم خفوضات الإنتاج التي تعكف عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين المستقلين بواقع 1.8 مليون برميل يومياً منذ كانون الثاني (يناير). من جهة أخرى، أعلن مصدر مطلع على جدول تحميل ناقلات النفط في إيران إن صادراتها من الخام في تموز تتجه للانخفاض سبعة في المئة عن مستواها هذا الشهر، الذي كان الأعلى في ثلاثة أشهر، ما يعزى في الأساس لانخفاض الصادرات إلى أوروبا. وترفع إيران العضو في «أوبك»، إنتاج النفط كي تستعيد حصتها السوقية التي فقدتها في ظل العقوبات الغربية لمصلحة منافسين إقليميين مثل السعودية. وفي العام الماضي سجلت الصادرات انخفاضاً مماثلاً في تموز قبل أن تتعافى بقوة بدءاً من آب (أغسطس). ويتأرجح إجمالي إنتاج النفط حول أكثر من 3.9 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن يصل إلى أربعة ملايين برميل بحلول آذار (مارس) 2018 وفقاً لما ذكره وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه هذا الشهر. وأضاف المصدر أن إجمالي تحميلات النفط الخام من الموانئ الإيرانية، باستثناء المكثفات من حقول الغاز، ستبلغ 1.93 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل، ويشمل ذلك مليوني برميل سيتم تخزينها على متن ناقلات. ولم تتوافر بيانات تحميل المكثفات، وهو نوع من الخام الخفيف الفائق الجودة، لشهري حزيران (يونيو) وتموز. ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي صادرات الخام في تموز 1.86 مليون برميل يومياً، بزيادة اثنين في المئة عن مستواه قبل سنة، من بينها 1.28 مليون برميل يومياً تتجه إلى آسيا و580 ألفاً يومياً إلى أوروبا. يأتي ذلك مقارنة ب1.30 مليون برميل يومياً إلى آسيا، و700 ألف برميل إلى أوروبا هذا الشهر. ومن المنتظر أن تستورد الصين أكبر مشتر للنفط الإيراني، 658 ألف برميل يومياً هذا الشهر وهي أكبر كمية منذ أيلول (سبتمبر) الماضي وتزيد ثلاثة في المئة عن مستوى حزيران. وتظل الهند ثاني أكبر مشتر بتحميل 395 ألف برميل يومياً هذا الشهر، ما يمثل انخفاضاً نسبته 15 في المئة عن حزيران وفق المصدر. ومن المتوقع أن تستورد اليابان 134 ألف برميل يومياً هذا الشهر بارتفاع 34 في المئة عن حزيران لتسجل الواردات اليابانية أعلى مستوياتها منذ كانون الثاني. كما تتجه تحميلات الخام المصدر إلى كوريا الجنوبية الشهر المقبل للارتفاع إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر عند 97 ألف برميل يومياً من 90 ألفاً هذا الشهر. وفي أوروبا، من المنتظر أن تستورد تركيا، المشتري الرئيس هناك، 194 ألف برميل يومياً، بانخفاض 27 في المئة عن حزيران. أما إيطاليا فستستورد ما يقرب من 100 ألف برميل يومياً انخفاضا من 133 ألفاً. وتابع المصدر أن واردات اليونان وإسبانيا من النفط الإيراني ستقارب 65 ألف برميل يومياً لكل منهما الشهر المقبل، من دون تغيير يذكر عن مستويات حزيران. من ليبيا، أعلن مصدر في قطاع النفط أن إنتاج البلد من الخام ارتفع إلى 1.012 مليون برميل يومياً. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط تستهدف الوصول بالإنتاج إلى مليون برميل يومياً بحلول نهاية الشهر الجاري. ووجد الإنتاج دعماً في الاتفاق مع «فينترشال» الألمانية على استئناف الإنتاج بعد توقفه بسبب خلاف تعاقدي. في سياق منفصل، تفيد حسابات أجرتها وكالة «رويترز» من واقع بيانات بورصة دبي للطاقة أمس، بأن سعر البيع الرسمي للخام العماني في آب سينخفض 4.03 دولار إلى 46.52 دولار للبرميل. ويذكر أن سعر البيع الرسمي لشحنات آب من الخام العماني هو متوسط سعر التسوية اليومي للخام على مدى حزيران لشهر أقرب استحقاق. وتشير الحسابات إلى أن سعر البيع الرسمي لخام دبي، المحدد بخصم 0.05 دولار للبرميل عن سعر الخام العماني في بورصة دبي للطاقة، سيبلغ 46.47 دولار للبرميل في آب.