حذرت «قوات سورية الديموقراطية» تركيا من أخطار «مواجهة مفتوحة وقوية» بين الطرفين في حال خروج التوترات بينهما عن حدود السيطرة. وجاء التحذير الكردي بعد دخول حشود عسكرية تركية ضخمة محيط مدينة مارع شمال سورية من طريق معبر باب السلامة الحدودي، بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص ل «التحالف الدولي» ضد «داعش»، بريت ماكغورك إلى الرقة، حيث التقى مسؤولين وعناصر من «وحدات حماية الشعب الكردية» و «قوات سورية الديموقراطية». وأدى قصف تركي على مناطق سيطرة «وحدات الحماية» الكردية وتعزيز الحشود التركية إلى تعزيز مخاوف «قوات سورية الديموقراطية» من وجود خطة لدى أنقرة لمهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة تلك القوات. وقال ناصر حاج منصور مستشار «سورية الديموقراطية» ل «رويترز»، إن القوات اتخذت قراراً بمواجهة القوات التركية «إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة» في المنطقة حول حلب، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار خلال اليومين الماضيين. وأضاف: «نعم بالتأكيد هناك احتمال كبير لظهور مواجهات مفتوحة وقوية في هذه المنطقة، خصوصاً أن قوات سورية الديموقراطية مجهزة ومحضرة وقررت المواجهة». وتابع: «إذا هاجمت (تركيا) سندافع وستحصل مواجهات». وقال الجيش التركي أول من أمس، إنه أطلق قذائف مدفعية على مواقع «وحدات حماية الشعب» جنوب مدينة أعزاز، وذلك رداً على استهداف الوحدات قوات معارضة تدعمها تركيا. لكن منصور قال إن «سورية الديموقراطية» كانت ترد على القصف التركي، محذراً من أن المواجهات المحتملة بين أنقرة والأكراد قد تقوض الهجوم على تنظيم «داعش»، الذي يشنه «التحالف الدولي» بقيادة أميركا، لأنه سيبعد بعض عناصر «سورية الديموقراطية» من الخطوط الأمامية في المدينة. في غضون ذلك، قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أمس، إن تركيا سترد على أي إطلاق للنار عبر الحدود من «وحدات حماية الشعب»، ولن تقف صامتة أمام أي أنشطة معادية. وأكد قورتولموش مجدداً معارضة تركيا تسليح الولاياتالمتحدة عناصر «وحدات حماية الشعب». وقال إن المسؤولين الأميركيين سيفهمون أن هذا كان «الطريق الخاطئ». وتعزز الفجوة الكبيرة بين أميركا وتركيا في ما يتعلق بملف دعم أكراد سورية وتسليحهم، احتمالات الصدام بين الطرفين مستقبلاً، خصوصاً بعد انتهاء معارك الرقة. وترفض واشنطن وقف تسليح «سورية الديموقراطية». وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إن بلاده ستواصل العمل مع هذه القوات استعداداً لمعارك صعبة بعد الرقة. وفي هذا الإطار، زار ماكغورك مدينة الطبقة أمس، في إطار اليوم الثاني من سلسلة لقاءاته مع أكراد سورية، والتقى أعضاء «المجلس المدني للرقة» الذي يتولى إدارة شؤون المدينة منذ تمكن «سورية الديموقراطية» من طرد «داعش» في أيار (مايو) الماضي. وأفادت مصادر متطابقة بأن ماكغورك وعد بزيادة الدعم المقدم ل «سورية الديموقراطية». وكانت مصادر كردية أفادت بأن ماكغورك قال خلال اللقاء إن تنفيذ تركيا أي هجوم على عفرين أو منطقة أخرى شمال سورية «سيكون بمثابة انقطاع آخر خيوط العلاقات الأميركية- التركية». ميدانياً، قطعت «قوات سورية الديموقراطية» أمس المنفذ الأخير المتبقي لتنظيم «داعش» في الرقة، وأطبقت الحصار عليه من الجهات الأربع للمدينة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «سورية الديموقراطية» سيطرت على المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات لتقطع بذلك آخر طريق كان يمكن «داعش» الانسحاب منه من الرقة باتجاه مناطق سيطرته في البادية السورية ومحافظة دير الزور. في نيويورك، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين من خطورة الوضع الإنساني المأسوي الذي يعيشه ما يصل إلى مئة ألف شخص في الرقة، وطالب مجلس الأمن بالتحرك الفوري لتأمين الحماية للمدنيين السوريين واتخاذ خطوات لوقف استهدافهم، وإنهاء الإجراءات الإدارية التي تؤخر وصول المساعدات. ومدد مجلس الأمن أمس بالإجماع ولاية القوة الدولية العاملة في الجولان (الأندوف) ستة أشهر في قرار دعا فيه كل الأطراف إلى إنهاء كل الأعمال العسكرية في منطقة عمل القوة.