كشفت وثائق دبلوماسية سرية اميركية نشرها موقع ويكيليكس أن المسؤولين الاميركيين يعتقدون أن ايران تجاوزت عقبة رئيسية كانت تقف عائقاً أمام انتاجها أسلحة نووية، وصارت لديها الآن القدرة التقنية لانتاج يورانيوم عالي التخصيب اللازم لانتاج قنبلة نووية. وقالت صحيفة الغارديان الصادرة نقلاً عن برقية دبلوماسية اميركية حول اجتماع استضافه السفير البريطاني لدى النمسا سايمون سميث في نيسان'أبريل 2009 إن ممثل الولاياتالمتحدة شدد على أن ايران "برهنت أنها قادرة على اجراء عمليات الطرد المركزي من النوع الذي يملك القدرة التقنية اللازمة لانتاج اليورانيوم عالي التخصيب إذا ما اختارت ذلك". ويأتي هذا الكشف يوم استئناف المحادثات النووية بين مسؤولين ايرانيين وممثلي الدول الست الكبرى في مدينة اسطنبول التركية حول برنامج ايران النووي. واضافت الصحيفة أن البرقيات الدبلوماسية الاميركية المسرّبة تكشف أيضاً "أن روسيا تعهدت بعدم السماح لايران أبداً بانتاج وقود خاص بها لمحطة الطاقة النووية التي تبنيها لها في بوشهر، وأن مسؤولين بريطانيين توقعوا أن تقوم طهران بجمع 20 طناً من اليورانيوم منخفض التخصيب بحلول عام 2014، وهي كمية تكفي لصنع 19 رأس نووي بعد اجراء المزيد من التخصيب". وكشفت البرقية أيضاً، وحسب الصحيفة، أن الولاياتالمتحدة "شنت حملة عالمية في عام 2008 لقطع امدادات الصلب عالي القوة وألياف الكربون عن ايران، لأن الوصول إلى هذه المواد يساعد برنامجها لتخصيب اليورانيوم". وذكرت أن اجتماع فيينا حضره خبراء من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا و "طمأن الخبراء الروس خلاله زملاءهم بأن موسكو لن تزود مفاعل بوشهر بامدادات الوقود ولن توافق على تزويد ايران بالتقنيات المطلوبة لانتاج الوقود النووي بنفسها لهذا المفاعل، فيما لاحظ خبراء الدول الست أن ايران استنفدت تقريباً مخزونها الأصلي من الكعكة الصفراء البالغ 531 طناً الذي اشترته من جنوب افريقيا خلال فترة الثمانينات". وقالت البرقية إن الخبراء الفرنسيين "اوضحوا أن مخزون ايران الحالي من اليورانيوم تراجع وبقي لديها أقل من 100 طن، فيما جادل الخبراء البريطانيون على أن التركيز على اليورانيوم الخام لم يكن مجدياً لأن ايران حوّلت ما يكفي منه لعمليات التخصيب في أجهزة الطرد المركزي وإبقاء مفاعل نتانز يعمل لسنوات عدة".