أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات تابعة للتحالف الدولي، نفذت فجر أمس غارات اسفرت عن مقتل من المعتقلين في أحد سجون تنظيم «داعش» في بلدة الميادين في ريف دير الزور الشرقي. وأضاف أن الطائرات استهدفت في الساعة الثانية بعد منتصف ليل الاثنين- الثلثاء منزل أبو عبدالله النعيمي وهو قيادي سابق في جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، والذي أعدمه تنظيم «داعش» سابقاً واستولى على منزله، وحوله سجناً يتبع للجهاز الأمني للتنظيم، وجعل فيه قسمين رئيسيين أحدهما خاص بالسجناء المدنيين، والثاني يخص السجناء من عناصر التنظيم. وعلم المرصد السوري أن الضربات التي استهدفت السجن قتلت 42 سجيناً ومعتقلاً مدنياً على الأقل في سجن التنظيم. وقال «المرصد» إن نشطاءه رصدوا قيام التنظيم بنشر الجثث ووضعها في الشارع العام قرب جسر الميادين. وقتل في الغارة الجوية 15 من عناصر تنظيم «داعش» من حراس السجن وبعض السجناء من عناصر التنظيم. وما زالت أعداد الخسائر البشرية مرشحة للارتفاع بسبب وجود مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف، ولوجود جرحى حالاتهم خطرة. وقال «المرصد السوري» إنه علم أن السجن كان يحوي 100 معتقل ما بين مدنيين وعناصر من تنظيم «داعش». كذلك رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي عند الساعة الثانية من بعد منتصف ليل الاثنين– الثلثاء، ضربات استهدفت مقراً للواء «صقور الصحراء» العامل في صفوف «داعش»، ما تسبب في مقتل سيدة كانت تقطن في منزل في محيط المقر في مدينة الميادين، في الريف الشرقي لدير الزور. ولم تتسبب الضربات في مقتل عناصر من تنظيم «داعش» بسبب إخلائه من قبل عناصر التنظيم، عقب استهداف السجن. ورصد نشطاء «المرصد» استهداف الطائرات ذاتها لمقر للتنظيم لإصلاح الآليات بالقرب من قلعة الرحبة، ما تسبب في تدمير الآليات من شاحنات وآليات هندسية وسيارات وعربات أخرى كانت متوقفة في مكان القصف. وتزامنت هذه الضربات مع قصف للتحالف الدولي استهدف منطقة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي. جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ 22 أيار (مايو) الفائت من العام الحالي، بدء طائرات التحالف الدولي قصفها المكثف على مدينة الميادين، متسببة في وقوع مئات القتلى والجرحى، جنباً إلى جنب مع تصاعد القتل بالطائرات الحربية التابعة للقوات النظامية السورية الحربية والطائرات الروسية في الفترة ذاتها، والممتدة منذ 22 أيار الفائت وحتى 22 حزيران (يونيو) الجاري. وقد وثق «المرصد السوري» في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، منذ بدء التصعيد، مقتل 189 شخصاً بينهم 82 طفلاً و70 مواطنة، هم 35 مواطناً مدنياً بينهم 14 طفلاً دون سن الثامنة عشرة و13 مواطنة فوق سن ال18، قتلوا في قصف للتحالف على المدينة، إضافة إلى 154 من عائلات عناصر تنظيم «داعش»، بينهم 68 طفلاً و57 مواطنة، قضوا في الضربات على مبنى الدهموش بالقرب من المجمع الحكومي المعروف بالسرايا، ومقهى الشاكر بمدينة الميادين في الريف الشرقي لمدينة دير الزور. ويتألف ذلك المجمع من أربع طوابق، وكانت تقطن معظم منازله عائلات عناصر من تنظيم «داعش» من الجنسيتين السورية والمغاربية. كما وثق «المرصد» مقتل 20 شخصاً بينهم مواطنة جراء قصف للطائرات التابعة للتحالف الدولي، على مناطق في البوكمال وبقرص وأبو النيتل والقورية والبصيرة وجديد عكيدات ومناطق أخرى في ريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجروح خطرة. كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 51 مدنياً بينهم 20 طفلاً دون سن الثامنة عشرة و12 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، إثر غارات نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على مناطق في مدينة دير الزور ومناطق أخرى في ريفيها الشرقي والغربي. وتسببت الضربات الجوية للتحالف الدولي ولطائرات النظام والطائرات الروسية في تدمير عشرات المباني والمنازل السكنية، ودمار في البنى التحتية والمرافق العامة، إضافة إلى إصابة مئات الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض للإعاقة الدائمة، إضافة لبتر أطراف البعض الآخر منهم. وسجل «المرصد السوري» استمرار نزوح مئات العائلات من مدينة الميادين ومدن وبلدات أخرى في الريف الشرقي لدير الزور، مع استمرار تصعيد القصف. ويتجه النازحون نحو قرى في ريف دير الزور تخوفاً من قصف جديد للتحالف الدولي أو لجهات أخرى قد يوقع مجازر في صفوفهم، خصوصاً أن مدينة الميادين استقبلت في الأشهر الفائتة آلاف العائلات النازحة من مناطق سورية خاضعة لسيطرة التنظيم ومن الأراضي العراقية بينهم عائلات من التنظيم. وأعلن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة أمس أنه سدد ضربات جوية ضد أهداف ل «داعش» في بلدة الميادين، وأنه سيحقق في «المزاعم» القائلة أن عشرات قتلوا نتيجتها. وقال مدير الشؤون العامة للتحالف الكولونيل جو سكاروكا في رسالة إلكترونية إلى «رويترز»: «التحالف شن غارات على منشآت قيادة وتحكم لداعش وبنى تحتية أخرى لها يومي 25 و26 حزيران (يونيو). إن إزالة هذه المنشآت تعطل قدرة داعش على تسهيل واستفزاز هجمات إرهابية ضد التحالف والقوات المشاركة لنا وفي أوطاننا. لقد تم تخطيط هذه المهمة وتنفيذها بعناية فائقة من أجل تقليص خطر وقوع خسائر عرضية وأذى لغير المحاربين».