دان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، في أول لقاء ثنائي جمعهما في البيت الأبيض، الاستفزازات المستمرة من كوريا الشمالية، وأكدا أن مواصلة برامجها النووية والصاروخية «تمثل خطراً جدياً على الأمن الإقليمي وتهديداً خطراً للسلام العالمي». وتعهد ترامب ومودي العمل سوياً لمواجهة برامج كوريا الشمالية «لأسلحة الدمار الشامل»، وتحميل «كل الأطراف» التي تدعم هذه البرامج المسؤولية. وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك في حديقة الورود بالبيت الأبيض: «يتسبب النظام الكوري الشمالي في مشكلات هائلة، وهو أمر يجب معالجته وربما يُعالج بسرعة». وشكر ترامب الهند على انضمامها إلى تطبيق عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، مؤكداً أن وقف برنامج أسلحة بيونغيانغ هو أهم أولويات السياسات الخارجية لإدارته. وعلى رغم الإدانة والعقوبات الدولية، تملك كوريا الشمالية ترسانة نووية صغيرة وتطوّر صواريخ باليستية تستطيع حمل أسلحة نووية تهدد اليابان وكوريا الجنوبية، حيث تنشر واشنطن 28 ألف جندي، وربما تصل يوماً الى مدن اميركية. وفيما احتلت مسائل الأمن الإقليمي حيزاً كبيراً من المحادثات، اتفقت الولاياتالمتحدةوالهند على تعزيز التعاون بينهما في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، في وقت تدرس واشنطن نشر تعزيزات يتراوح عددها بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف عنصر في افغانستان. ودعا ترامب ومودي السلطات الباكستانية إلى ضمان عدم استخدام أراضي باكستان لشن هجمات إرهابية على دول أخرى، علماً أن الزيارة شهدت اتفاقات دفاعية قد تثير غضب باكستان بينها إعلان مجموعة «جنرال أتوميكس» أنها حصلت على إذن لبيع الهند طائرات عسكرية بلا طيار من طراز «إم كيو 9 بي»، وهو نموذج معدل لطائرة المراقبة البحرية «ريبر»، أبرز الطائرات بلا طيار في الجيش الأميركي، وتستخدمها القوات الجوية لمهمات مراقبة وهجوم. كما أعلن البنتاغون أن الإدارة الأميركية سمحت ببيع الهند طائرة نقل جوي من طراز «سي 17» بنحو 366.2 مليون دولار. وتملك الهند حالياً أسطولاً من عشر طائرات من هذا الطراز. واعتبر ترامب أن العلاقة بين الهندوالولاياتالمتحدة «لم تكن يوماً أقوى وأفضل من اليوم»، مؤكداً لضيفه أن لديه في واشنطن «صديقاً حقيقياً»، في حين لم تجنب مودي ذكر نقاط الخلاف بينهما في تصريحاته العلنية. على صعيد آخر، كشف مصدر بالكونغرس وشخص مطلع أن الولاياتالمتحدة تنوي إدراج الصين ضمن لائحتها العالمية لأسوأ الدول في الاتجار بالبشر والعمل بالسخرة، في خطوة قد تزيد حدة التوتر مع بكين بعدما هدأ منذ تولي ترامب الرئاسة مطلع السنة الحالية. ويأتي توبيخ الصين المنافس الرئيسي لواشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على رغم العلاقة التي لا تزال في مهدها بين ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ وجهود الرئيس الأميركي لحض بكين على كبح البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. وقال المصدران اللذان اطلعا على المداولات الداخلية وتحدثا شرط عدم نشر اسمهيما إن «وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قرر خفض تصنيف الصين إلى المرتبة الثالثة الأدنى التي تجمعها مع إيرانوكوريا الشمالية وسورية ودول أخرى». ويتوقع إعلان التصنيف في تقرير سنوي ينشره مكتب مراقبة ومكافحة الاتجار بالبشر في وزارة الخارجية الأميركية، علماً أن مسؤولاً في الخارجية الأميركية رفض التعليق على محتوى التقرير قائلاً إن «الوزارة لا تناقش تفاصيل المداولات الداخلية». وقد يجلب تصنيف المرتبة الثالثة عقوبات مثل تقييد الدخول إلى الولاياتالمتحدة والمساعدات الدولية، لكن رؤساء الولاياتالمتحدة لم يتخذوا خطوات مماثلة. ولم تتضح أسباب اتخاذ تيلرسون هذا القرار في شأن الصين، لكن تقرير العام الماضي انتقد عدم بذل الحكومة الشيوعية جهداً كافياً لمكافحة «العمل بالسخرة تحت رعاية الدولة، والتي لا تتوافق مع الحد الأدنى لمعايير مكافحة الاتجار بالبشر». وعلى رغم ذلك قال التقرير إن بكين تبذل جهوداً ملموسة. وردّت كوريا الشمالية بمهاجمة ترامب الذي شبهته بالزعيم النازي أدولف هتلر. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أن «مبدأ الرئيس الأميركي أولاً يهدف الى السيطرة على العالم باستخدام أساليب عسكرية، وهو ما ارتكز عليه مفهوم هتلر للاحتلال العالمي». وتابعت أن «ترامب يتبع سياسات هتلر الديكتاتورية بتفريق الآخرين إلى فئتين أصدقاء وأعداء لتبرير القمع».