تشهد إجازة نصف العام الدراسي في مصر منافسة بين عدد من الأفلام السينمائية التي يراهن أصحابها بها على جيوب الطلبة لتحقيق أعلى إيرادات ممكنة. وفي الوقت الذي طرح بعضهم أفلامه قبل أيام من الإجازة لكسب مزيد من الوقت ودور عرض أكبر، استند بعضهم الآخر إلى ما حققته أفلامه من جوائز في مهرجانات سينمائية. وتعيد هذه الأفلام نجوماً ومؤلفين إلى الساحة بعد غياب، كما تتنوع مواضيعها ما بين الكوميدية والاستعراضية والجادة والبوليسية والاستخباراتية. زكريا مخرجاً يأتي في مقدم هذه الأفلام «الفيل في المنديل» الذي كان يحمل عنوان «سعيد حركات» ويلعب بطولته طلعت زكريا وحسن حسني وريم البارودي التي حلت في اللحظات الأخيرة بدلاً من مي كساب. والفيلم من تأليف طلعت زكريا في أول تجربة له مع التأليف وإخراج أحمد البدري، ويعيد الفيلم زكريا إلى السينما بعد غياب منذ قدّم فيلم «طباخ الرئيس» أمام خالد زكي ومن إخراج سعيد حامد. وتدور أحداث «الفيل في المنديل» حول شخصية فكهاني بسيط يدعى «سعيد» يتم تكليفه بمهمة قومية من جهاز الاستخبارات، ويستطيع تنفيذها بنجاح يحوّله إلى بطل قومي. ونفى طلعت أن يسيء فيلمه الذي يدور في قالب كوميدي إلى دراما الاستخبارات، قائلاً ان «الفيلم يواصل عرض الصور المشرّفة لبطولات عدد من المصريين والتي رصدت تلفزيونياً وسينمائياً في الكثير من الأعمال، منها: «الصعود إلى الهاوية» و «رأفت الهجان» و «دموع في عيون وقحة» و «إعدام ميت» وغيرها، حيث نتناول فيه شخصية شاب تم تجنيده للقيام بعملية لمصلحة البلد، مع انه أصلاً يصلح لهذا الأمر، ولكن المسؤولين كانوا يعرفون الهدف من تجنيده. وهذا اللون الدرامي سيقدم للمرة الأولى في شكل كوميدي من دون الإساءة إلى أحد». أما فيلم «678» لبشرى ونيللي كريم وماجد الكدواني وأحمد الفيشاوي وباسم سمرة وسوسن بدر وناهد السباعي ومن تأليف وإخراج محمد دياب في أول تجربة إخراجية له، فاستغل أصحابه الضجة الكبيرة التي صاحبته، بخاصة أنه يتناول قضية التحرش الجنسي التي يتعرض لها الكثير من الفتيات في الشارع والعمل، من خلال ثلاثة نماذج صريحة لفتيات تعرضن للتحرش بأشكال مختلفة، إلى جانب تحقيقه نجاحاً لافتاً في مهرجان دبي السينمائي الأخير وحصوله على أكثر من جائزة. وترى بشرى أن الفيلم يقدم شكلاً جديداً في السينما المصرية ويتميز بالجرأة في الطرح بلا مشاهد خادشة، «فهو يتناول قضية التحرش بطريقة غير تقليدية»، ودافعت عن الاتهامات التي وجهت اليها بالإساءة إلى سمعة مصر قائلة ان هذا «الفيلم تصدى لمشكلة موجودة بالفعل سواء في مصر أو في الدول العربية لأسباب اجتماعية واقتصادية كثيرة، وعلى الفن أن يتصدى لهذه الظواهر». وكان فيلم «بون سواريه» لغادة عبدالرازق وحسن حسني ومي كساب وطلعت زكريا ونهلة زكي، من تأليف محمود أبو زيد الذي عاد من خلاله إلى السينما بعد غياب طويل وإخراج أحمد عواض، من أوائل الأفلام التي تم طرحها، وتدور أحداثه حول قضية الميراث من خلال ثلاث فتيات ووالدهن؛ حيث يرثن تركة كبيرة عبارة عن «كباريه» وتتولى اثنتان منهن إدارته، ويحقق لهما نقلة نوعية على المستوى المادي وسط اعتراضات ونصيحة أختهما الثالثة المتدينة، ولكنهما لا تستجيبان لها وتصل الأمور بهما إلى تقديم فقرتين راقصتين فيه. واعترضت غادة عبدالرازق على وصف الفيلم بأنه فيلم «اباحي»، قائلة: «لم أؤد فيه أي مشاهد جنسية أو خادشة للحياء، والمشاهد المثيرة في التريلر الخاص به فقط لجذب المشاهدين، حيث حرص المنتج محمد السبكي على جمع كل المشاهد المثيرة للجدل ووضعها فيه، وهذا ليس عيباً لأنه في النهاية يريد جذب الجمهور الى عمله». سنة سعادة ويعود أحمد عز إلى السينما بعد غياب بفيلم «365 يوم سعادة» الذي يلعب بطولته أمام دنيا سمير غانم وصلاح عبدالله ومي كساب، ومن إخراج سعيد الماروق في أول تجربة سينمائية له في مصر وتأليف يوسف معاطي وماجد مجدي الذي كان رفع دعوى قضائية ضد معاطي على اعتبار أنه صاحب النص الأصلي، وبعد شدٍّ وجذب طويل وتدخل نقابة المهن السينمائية، تم التراضي بين الاثنين وكتبا اسميهما كتأليف مشترك، ويعود عز من خلال هذا الفيلم إلى تقديم أدوار الهزل الخفيف في إطار من الرومانسية الشديدة. وبعد ثلاثة أعوام من المشاكل الإنتاجية يعرض فيلم «الوتر» من بطولة مصطفى شعبان وغادة عادل وأحمد السعدني وأروى جودة. وهو من تأليف محمد ناير وإخراج مجدي الهواري في ثاني تجاربه الإخراجية بعد «خليج نعمة». وتدور أحداث الفيلم حول شقيقتين تعزفان على آلتي الكمان والتشيللو في أوركسترا القاهرة السيمفوني ويتم اتهامهما في جريمة قتل موزع موسيقي. ويتولى التحقيق فيها رائد بوليس يؤدي شعبان دوره. وبعدما تأجل من موسم عيد الأضحى الماضي يُعرض فيلم «فاصل ونواصل» الذي تغير عنوانه إلى «فاصل ونعود» لكريم عبدالعزيز والذي يعود من خلاله بعد غياب عامين منذ قدم فيلم «ولاد العم» أمام منى زكي وشريف منير وإخراج شريف عرفة. ويشارك في بطولة الفيلم الجديد كل من أحمد راتب ومحمد لطفي ودينا فؤاد. وهو من تأليف أحمد فهمي وإخراج أحمد نادر جلال، ويجسد من خلاله كريم شخصية سائق تاكسي لا يملك من الدنيا سوى صديقه وابنه الذي يحاول جده الحصول على حق حضانته بعد وفاة والدته، فيكلف رجاله باختطاف الطفل، والاعتداء على كريم ما يفقده الذاكرة. وكان الفيلم تعرض لسرقة النيغاتيف الخاص به عقب الانتهاء من توليفه ومكساجه، إلا أنه تم القبض على مرتكبي الحادث وإنقاذ الفيلم. واستغل مسؤولو فيلم «الشوق» الفوز الذي حققه في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير لطرح الفيلم الذي تلعب بطولته سوسن بدر وروبي وشقيقتها ميريهان وأحمد عزمي ومحمد رمضان وعدد من الوجوه الشابة. هو من تأليف سيد رجب في أول تجربة له، وإخراج خالد الحجر. وتدور أحداثه حول أسرة فقيرة تتكون من الزوجة والزوج وابنتين وابن وحيد مصاب بفشل كلوي، تعيش في إحدى حارات مدينة الإسكندرية وتتعرض للكثير من أوجه القهر، ومن شدة الفقر يموت الابن الوحيد، فتقرر الأم التسول في شوارع القاهرة في محاولة لانقاذ ابنتيها من الفقر. ويتكرر الأمر نفسه مع فيلم «ميكرفون» لخالد أبو النجا ويسرا اللوزي وهو من تأليف وإخراج أحمد عبدالله وهو ينتمي إلى نوعية السينما المستقلة، واستطاع الفيلم تحقيق نسب سمعة جيدة في المهرجانات التي شارك فيها، ومنها مهرجان سالونيك السينمائي الدولي في اليونان حيث شارك في المسابقة الرسمية في دورته ال 51، ومهرجان دبي السينمائي الدولي السابع الذي حصل فيه المونتير هشام صقر على جائزة أفضل مونتاج. وكان الفيلم حصل على جائزة التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج السينمائي الأخير، وجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير. نذكر أخيراً، أن خالد يوسف قرر تأجيل عرض فيلمه «كف القمر» لوفاء عامر وسوسن بدر وجومانة مراد وحسن الرداد وهيثم أحمد زكي وصبري فواز وتأليف ناصر عبدالرحمن، إلى شهر نيسان (أبريل) المقبل تضامناً مع ضحايا حادث كنيسة القديسين الذي وقع في الإسكندرية مطلع العام الجديد.