تمكن فريق «احتواء» التطوعي أخيرا من إدخال الفرح والسرور في نفوس 3 آلاف مستفيد من الأسر الفقيرة عبر حملته «كسوة فرح»، التي ترعى تبرعات العيد وتقدمها للمحتاجين بواسطة صالة عرض تضم جميع مستلزمات العيد من ملابس الرجال والنساء والأطفال، إلى جانب الإكسسوارات والحقائب. وبدأ الفريق التطوعي الذي يضم 2000 متطوعة حملته بجمع التبرعات مع بداية شهر رمضان، إذ وصل عدد القطع التي استقبلها إلى 200 ألف قطعة، تم توزيع 150 ألف داخل مدينة الرياض، وما تبقى منها تم نقله إلى أسر مدينة عرعر شمال السعودية. وأوضحت أشواق النشوان رئيسة القسم الإعلامي في الفريق، الذي أصبح مؤسسة أخيراً، أن الهدف من الحملة هو بذل الخير والبر والإحسان، ومساعدة الأسر المحتاجة، وعددهم 800 أسرة سعودية ومقيمة، يرعاها الفريق وجمعية بنيان، من خلال تلمس حاجاتهم وإدخال السرور في قلوبهم، ليشاركوا إخوانهم المسلمين فرحة العيد بملابس جديدة. وأشارت خلال حديثها ل«الحياة» إلى أن التبرعات تصلهم سنوياً مع بداية انطلاقة الفريق منذ ستة أعوام، وقالت: «بعد أن تصل القطع التي يقدمها المحسنون نستقبلها ونفرزها، ونقوم بتنظيفها وتجهيزها للعرض في صالة خاصة، والتي كانت هذا العام في أرض المعارض». وأضافت: «بعد اكتمال التبرعات فتحنا المعرض لثلاثة أيام متتالية استقبلنا فيها الأسر المحتاجة من الساعة الثامنة والنصف مساءً، وحتى الثانية والنصف بعد منتصف الليل، فيما خصصت مواصلات للراغبين في النقل من وإلى المعرض، عبر باصات مجانية، وأتحنا لهم حرية اختيار المستلزمات التي يحتاجون إليها بحرية تامة». وتابعت: «راعينا في هذه الحملة (كسوة فرح)، التي باشرها 400 متطوعة للتأكد من بيانات الأسر المحتاجة وبطاقاتهم وزيارة بيوتهم لتحري مدى حاجتهم إلى المساعدة، مشترطين عليهم قبل دخول المعرض المرور على القسم التوعوي، الذي يشمل رعاية صحية، وتوجيهات دينية واستشارات نفسية واجتماعية ومالية». فيما أشارت إلى أن حضور الدورات التدريبية لهم ولأطفالهم مطلب مهم لتقديم المساعدة «نساعدهم على أن يشقوا حياتهم بأنفسهم وألا يعتمدوا على غيرهم، فالتعليم والتدريب عاملان أساسيان قبل تقديم الصدقات والمساعدات». ولفتت إلى أن بعض الأسر ينقصها الوعي وحسن التصرف في ما لديهم من مال، كون بعضهم ينفقون أموالاً في أشياء كمالية، وليست ضرورية ثم يضطرون بعدها إلى طلب المساعدة لنفاد ما لديهم من مال! وهذا ما دعا الفريق إلى التركيز على نشر التثقيف التوعوي. وأضافت نهتم كثيراً بمشاعر الأسر «نحاول ألا نبين لهم أن التبرعات صدقات، فمثلاً نقدم للأطفال الفقراء في المدارس المساعدات والحقائب المدرسية، عبر تنفيذ مسابقات نقدم فيها الجوائز، مبينة أن الفريق التطوعي يقوم بمهماته لوجه الله تعالى من دون مقابل بدعم من بعض الجهات من بينها اتحاد الراجحي». وقالت: «على رغم أن لدينا مسؤوليات وتحصيل دراسي ووظائف وأطفال، إلا أن هذا العمل يشعرنا بلذة لا يحس بها إلا من مارسها، فعندما نقدم العون والمساعدة للآخرين نجد الأثر الطيب في حياتنا اليومية، وانعكاساته الإيجابية على النفس وتطوير الذات». وأردفت: «من الأمور التي أدخلت في قلبي السرور هو شعور الأسر الفقيرة وهم في داخل المعرض وكأنهم يتسوقون في (مول)، إذ إنهم يعتبرون أنفسهم في صالة تسوق، وليست صدقات لهم، وهذا ما سمعته بنفسي». وعن الفريق بينت النشوان أنه استطاع تحقيق النجاحات المتتالية في مجال الأعمال الخيرية، ونشر التوعية المجتمعية على مدى ستة أعوام منذ عام 1433ه، مشيرة إلى تنوع الأنشطة التي يقدمها، ومن بينها: مسار رحماء بينهم وهو متعلق بالأسرة ومستلزماته يشمل «كسوة فرح»، وتجهيز الأدوات المدرسية، وتقديم الملابس الشتوية، كذلك مسار «أخوانكم حولكم» مخصص لإعانة العمالة الوافدة والجاليات، ومسار «سمو خاص»، بجانب التطوير والتنمية، يعنى بنادٍ للأطفال وتنمية مهاراتهم وتطويرهم عبر إشراكهم في تجارب المهن المستقبلية، إضافة إلى برنامج «أفق»، الذي يقدم مرة واحدة في العام، وهو لطالبات المرحلة الثانوية، ويهدف إلى اكتشاف مواهبهم وإبراز التجارب الإبداعية منها.