يبرز البعد الإنساني في الحديث النبوي: «أحب الناس إلى الله، أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم»، في صورة واضحة من خلال أهداف حملة «كسوة السيدة عائشة»، التي انطلقت في موسمها الخامس بتصريح من أمارة منطقة مكةالمكرمة، وجمعية حفظ النعمة في جدة تحت شعار «نكسوهم مما نحب». ويتزامن عطاؤها هذه الأيام مع اقتراب موسم عيد الفطر المبارك بتقديم ملابس العيد إلى الأسر المحتاجه، إذ يُشمر أعضاؤها من شبان وشابات يصل عددهم إلى 600 شخص عن سواعدهم، يدفعهم حب العمل التطوعي من أجل مساعدة الغير، وإدخال السرور في الفئة المتعففة، مشكلين فريقاً واحداً منظّماً، يعمل كحلقة وصل بين المتبرّعين وبين الفئات المحتاجة من رجال ونساء وأطفال، كي تصل تلك التبرعات من الملابس إلى مستحقيها بطريقة منظمة واحترافية. ويتكوّن فريق العمل من مجموعتين ميدانية وأخرى مكتبية، وفق خطة عمل أعدّت لتحقيق أهداف الحملة بخطوات ميسّرة واضحة ومحددة. وتحظى الحملة بتفاعل وصدى واسعين ومتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و»انستغرام» و»سناب شات»، وبدعم من شخصيات وجهات خاصة وتشجيعها. وأكدت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام تسنيم الغانمي، وهي من مؤسسي مشروع «كسوة السيدة عائشة»، أن الحملة تعتبر تطوعية رسمية غير ربحية تسعى إلى جمع الملابس التي تكون في حالة جيدة لإعادة تجهيزها إلى المحتاجين ككسوة للعيد. وقالت: «يفرز المتطوعون الملابس التي تم التبرع بها ويصنفونها من ناحية المقاسات حتى تقدّم إلى الأسر المحتاجة في أحياء عدة من منطقة جدةومكةالمكرمة، في إطار من السرية لضمان خصوصية المحتاج وسط فرحة وسعادة تغمر تلك الأسر، تشعرهم بأجواء العيد ، ليعيشوا مع أقرانهم ومجتمعهم تلك الفرحة وهم بحلة جديدة». وأضافت الغانمي: «لحظت نقاط استقبال للتبرعات في أماكن عامة تجارية، فضلاً عما يتم استقباله بواسطة الشحن من الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية ومدن أخرى». وكشفت الغانمي عن زيادة التبرعات هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، عازية السبب إلى وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المتعددة التي عرّفت عن الحملة في شكل كبير، وكذلك «لسيدات المجتمع دور بارز في نشر الوعي بأهمية مساعدة الفئات المحتاجة بأشياء بسيطة ربما لا تمثل الكثير للمتبرعين. لكنها تدخل الفرحة والسرور إلى قلوب هؤلاء المتعففين». وأشارت إلى أن الفريق التطوعي تمكّن من تسليم كسوة العيد إلى 5 آلاف أسرة متعففة ولمس أعضاء الحملة مشاعر الفرح والحبور، والدعوات الصادقة الموجهة لهم من تلك الأسر، ما يمثّل لهم حافزاً ودافعاً لبذل مزيد من العطاء، وتقديم الخدمة لهم سائلين الثواب والأجر من رب العباد. ولفتت الغانمي إلى أن الفريق التطوعي يستمر في العمل ميدانياً إلى ثاني أيام العيد، في حين أقفل باب التبرعات بنهاية يوم الخامس والعشرين من رمضان. وذكّرت أن نشاط حملة «كسوة السيدة عائشة» لا يقتصر على التبرعات، بل يتضمّن إجراء دورات تدريبية للمتطوعين والمتطوعات لضمان إنتاجيتهم بكفاءة عالية، وتقدم لهم شهادات معتمدة بمزاولتهم العمل التطوعي. كما تُعد برامج ودورات حرفية لتنمية مهارات الأسر المحتاجة حتى تتمكن من الاعتماد على نفسها وتصبح قادرة ومنتجة.